"عامل بالمحل، وقائد مركبة توك توك "حسني النية، تلك الجملة التي جاءت ضمن بيان وزارة الداخلية، للإعلان عن ضبط المتهم بقتل سيدة وأطفالها الثلاثة بمنطقة فيصل، كفيلة بتبرئة الشخصين، من القضية، بعد أن كشفت التحريات عدم تورطهما في الجريمة، رغم مشاركتهما في نقل جثة الطفل وشقيقته التي فارقت الحياة عقب ذلك، والتخلص منهما بمدخل عقار، بمنطقة اللبيني.
يأتي حسن النية في القانون الجنائي، بمعنى عدم علم الشخص أن ما يفعله يمثل جريمة، وأنه ليس لديه أي قصد جنائي لارتكاب فعل مخالف للقانون، حيث يؤدي حسن النية حال إثباته، إلى حصول الشخص على البراءة، بعد التأكد من عدم وجود نية لديه للإضرار بالآخرين.
المتهم بقتل المجني عليهم، في القضية التي جذبت اهتمام الرأي العام خلال الأيام الماضية، اعترف أنه عقب وضع مادة سامة للطفلين بالعصير، استعان بعامل بالمحل الخاص به، لحمل الطفلين، واستوقف توك توك، وطلب من سائقه توصيله، وتخلص منهما بمدخل عقار بعد أن أوهم السائق أنهما إبنيه.
رجال المباحث ألقوا القبض على سائق التوك توك ، وعامل المحل، إلا أنهما أكدا عدم علمهما بالجريمة، وأثبتت التحريات حسن نيتهما، وأنهما شاركا في نقل الطفلين، دون أن يعلما مقتلهما على يد المتهم، وهو الأمر الذي أدى إلى تبرأتهما.
النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن أدلى باعترافات كاملة كشفت تفاصيل ارتكابه الجريمة، وكيفية تخلصه من السيدة وأطفالها الثلاثة، وأمرت النيابة بتشريح الجثث، والتصريح بدفنها، ثم جدد قاضى المعارضات له الحبس لمدة 15 يوما.
وكشفت أجهزة الأمن بالجيزة تفاصيل جريمة مأساوية شهدتها منطقة فيصل، بعدما عُثر على جثمان طفل يبلغ من العمر 13 عامًا وطفلة في الحادية عشرة في حالة إعياء شديدة، فارقت الحياة بعد نقلها للمستشفى.
وتبين من التحريات أن وراء الجريمة مالك محل لبيع الأدوية البيطرية يقيم بالجيزة. وكشفت التحقيقات أن المتهم كانت تربطه علاقة بوالدة الأطفال، التي أقامت معه في شقة مستأجرة بصحبة أبنائها الثلاثة، قبل أن يكتشف سوء سلوكها.
وبحسب ما أكدته التحريات، أقدم المتهم يوم 21 من الشهر الجاري على وضع مادة سامة حصل عليها من المحل الذي يملكه داخل كوب عصير وقدمه للمرأة، التي شعرت بحالة إعياء شديدة، ثم قام المتهم بنقلها إلى أحد المستشفيات مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار، ثم غادر المكان تاركًا جثمانها بعد وفاتها.
وبعد أيام، وتحديدًا في 24 من الشهر ذاته، قرر التخلص من أطفالها الثلاثة، فاصطحبهم للتنزه وقدم لهم عصائر ممزوجة بنفس المادة السامة. رفض أحد الأطفال، ويبلغ من العمر 6 سنوات، تناول العصير، فقام المتهم بإلقائه في مجرى مائي بإحدى الترع بدائرة قسم الأهرام، حيث تم انتشال جثمانه لاحقًا.
وعاد المتهم إلى مسكنه بصحبة الطفلين الآخرين اللذين ظهرت عليهما علامات الإعياء الشديد، فاستعان بأحد العاملين لديه وسائق مركبة "توك توك" حسن النية لنقلهما إلى المكان الذي تم العثور عليهما فيه.
واتخذت الأجهزة الأمنية الإجراءات القانونية اللازمة، وتم ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
المصدر:
اليوم السابع