أكد الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تمثل محورًا أساسيًا في الجهود الإنسانية والإغاثية المقدمة إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن استمرار القاهرة في إدخال المساعدات إلى القطاع رغم أن معبر رفح مخصص أساسًا لعبور الأفراد فقط يعكس التزامها الأخلاقي والإنساني العميق تجاه الشعب الفلسطيني.
وأوضح تركي، أن الدور المصري يتجاوز أي اعتبارات سياسية ضيقة، حيث تعمل الدولة على ضمان وصول الغذاء والدواء والوقود إلى المدنيين بشكل منتظم، رغم التحديات اللوجستية والأمنية المعقدة. وأشار إلى أن هذا الالتزام يعكس رؤية استراتيجية واضحة، ترتكز على التوازن بين الحفاظ على الأمن القومي المصري وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن القاهرة استطاعت بفضل تنسيقها المستمر مع المنظمات الدولية والهيئات الإنسانية أن تضمن فعالية القوافل الإغاثية، وأن تبني صورة قوية على المستوى الإقليمي والدولي كدولة مسؤولة وموثوقة في إدارة الأزمات. وأوضح تركي أن الدعم المصري لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يشمل أيضًا الجهود السياسية والدبلوماسية للحفاظ على استقرار المنطقة، وفتح قنوات حوار بين الأطراف المختلفة لتخفيف التوتر وتحقيق توازن استراتيجي.
وشدد تركي، على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تمثل صوت الضمير العربي في المنطقة، وأن موقفها الثابت تجاه غزة يرسخ ثقة المجتمع الدولي بها كطرف قادر على الجمع بين الحكمة السياسية والمسؤولية الإنسانية. وأضاف أن استمرار الدعم المصري للقطاع يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تضع القاهرة معاناة المدنيين في مقدمة أولوياتها، بعيدًا عن أي حسابات ضيقة أو مصالح آنية.
وأكد تركي، أن الدور المصري في غزة يشكل نموذجًا يُحتذى به في إدارة الأزمات الإنسانية، ويثبت أن مصر دولة قادرة على التوازن بين القوة السياسية والمسؤولية الأخلاقية، مما يعزز مكانتها الدولية ويؤكد التزامها الثابت بالقيم الإنسانية والسياسية على حد سواء.
المصدر:
اليوم السابع