ابرزت صحيفة البيريوديكو الإسبانية اتفاق مصر والاتحاد الأوروبى على توحيد الجهود لدعم إعادة إعمار غزة وتعزيز التعافى فيها وذلك من خلال مؤتمر دولى يجمع مجموعة من الجهات المانحة لفلسطين ، بشرط أن يستمر وقف إطلاق النار فى المنطقة.
وقالت الصحيفة على موقعها الإلكترونى إن مصر تعتبر شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبى فى ضمان الاستقرار فى الشرق الأوسط، بعد وقف إطلاق النار فى غزة وفى عموم المنطقة ، حيث أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين إلى أهمية هذه الشراكة فى ظل الوضع الجيوسياسى المعقد الحالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى زار العاصمة البلجيكية بروكسل ، حيث التقى برئيس المجلس الأوروبى أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية ضمن فعاليات القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وشارك الرئيس السيسى فى عشاء غير رسمي مع قادة الاتحاد الأوروبى الحاضرين فى بروكسل تزامنا مع انعقاد اجتماع المجلس الأوروبى.
وأكد كوستا على دور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي القيادي والتزامه الثابت وجهوده الوساطة التي كانت حاسمة في التوصل للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف أن السلام الحقيقي لن يتحقق إلا عندما تمتد جهود إعادة الإعمار لتشمل ما خلفته الدمار في القطاع، وأعلن الرئيس السيسي عن عقد مؤتمر دولي لتمويل إعادة الإعمار، مشيراً إلى استعداد الاتحاد الأوروبي للمساهمة في هذا المسعى.
وشدد السيد الرئيس السيسي على أن وقف إطلاق النار يمثل معلمًا هامًا، لكنه مجرد بداية نحو استعادة عملية سلام عادلة وشاملة تقوم على حل الدولتين، مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي إعادة إعمار غزة.
وتسعى القمة لتعزيز العلاقات الثنائية وفتح قنوات حوار مفتوحة حول قضايا السياسة الإقليمية والعالمية، بما في ذلك قضايا الهجرة ودور مصر في النزاعات الإقليمية.
وخلال القمة، تم توقيع اتفاقية تتيح صرف 4 مليارات يورو كقروض لدعم الإصلاحات الاقتصادية في مصر وتعزيز الاستقرار المالي وتشجيع الاستثمارات، وأكدت فون دير لاين أن الحكومة المصرية تتبنى برنامج إصلاح طموح، وأن هذا الدعم يهدف إلى تشجيع هذه الجهود، التي من المتوقع أن تساهم أيضًا في تعزيز العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ومصر.
وبلغ حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي ومصر حوالي 32.5 مليار يورو في عام 2024، حيث يعتبر الاتحاد أكبر شريك تجاري لمصر في مجال السلع، بفضل اتفاقية شراكة سارية منذ عشرين عاماً توفر معاملة تفضيلية للمنتجات المصرية.
كما انضمت مصر رسميًا إلى برنامج "هورايزن أوروبا" الذي يوفر تمويلًا لمشاريع البحث والتطوير، ويعمل الاتحاد الأوروبي مع مصر لتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، في ظل تحديات جيوسياسية متزايدة.