نحتفي اليوم بذكرى ميلاد فنان فريد، عاش للفن، فأبدع في المسرح والسينما والتلفزيون، وجعل تمثيله حوارا مجتمعيا، هو الفنان القدير صلاح السعدني ، والذي يحل اليوم الخميس الموافق 23 أكتوبر، ذكرى ميلاده، صلاح السعدني المثقف الحالم الذي ترك لنا رسالة مفداها أن الفن ليس ترفيها فقط لكن واجب، وأن التمثيل ليس فقط أداء لكنه تأمل، وهذا ماجعله برغم رحيله حاضر في كل ذاكرة.
السعدني استطاع أن يجسد الرجل المصري بكل طبقاته، بل بكل لهجاته أيضا، وبأبعاده الاجتماعية والسياسية والثقافية كذلك، ولعل السبب الرئيسي الذي جعله يلقب بعمدة الدراما المصرية هو دوره في مسلسل ليالي الحلمية، حيث جسد دور العمدة سليمان غانم، هذا العمدة الذي عشقه الجميع وعشق أسلوبه الساخر الجميل، ولعل السعدني كذلك عشقه وتوحد معه ليصبحا كشخصية واحدة.
ونجد أن السعدني كان يتميز بالعديد من الأشياء التي كانت عناصر هامة في نجاحه في أي دور، فكان للسعدني وجه مصري أصيل، صوته جهوري، وكان يجلب لأدواره بعدا عمقا إنسانيا وإحساسا مباشرا، حتى أصبح قريب من وجدان الجمهور، وأصبحوا يشعرون أنه واحد من عائلتهم لعله يشبه جارهم أو أخوهم أو عمهم، أو أي شخص يحبونه، فأصبح السعدني أيقونة بالنسبة لهم.
كان المسرح هو بوابة السعدني نحو الفن، حيث أنه شارك بمسرح كلية التجارة، وكان معه حينها رفيق دربه عادل إمام، والذي ربطته به علاقة صداقة قوية، وظل السعدني يقدم العديد والعديد من الأعمال، وواصل عطائه حتى أوائل العقد الأخير، وكان آخر عمل تلفزيوني له مسلسل القاصرات وبعد سنوات من المرض، رحل عن عالمنا، رحل بجسده فقط، لكن أثره لم ولن يرحل أبدا.