في مشهد مبهر يجمع بين الجمال الحضاري والحداثة، شهدت المحاور المؤدية إلى المتحف المصري الكبير أعمال تطوير وتجميل ورفع كفاءة غير مسبوقة، ضمن رؤية شاملة تستهدف تحسين الصورة البصرية والارتقاء بالجانب الجمالي للمكان، بما يتناسب مع قيمة هذا الصرح الحضاري، وضمان تجربة سياحية مميزة للزائرين من داخل مصر وخارجها.
وقد حمل مخطط التطوير الهوية البصرية لمحافظة الجيزة ومكوناتها التراثية والتاريخية، وذلك في إطار مشروع "الهوية البصرية"، الذي أطلقته الدولة بهدف إبراز القيم الثقافية والتاريخية للمحافظات، وتكوين شخصية بصرية مميزة لمصر، تسهم في الترويج والدعاية للسياحة بها.
وتضمَّن مخطط تطوير الطرق والمحاور المؤدية للمتحف المصري الكبير ومحيطه، الذي نفذته محافظة الجيزة بالتعاون مع الجهات المعنية، أعمال تشجير موسّعة بتصميمات نباتية مستوحاة من البيئة المصرية، إلى جانب إضاءات تجميلية، وممرات مرصوفة بعناية، ومجسّمات فنية متنوعة، وذلك في المنطقة الممتدة من ميدان الرماية مرورًا بطريق القاهرة إسكندرية الصحراوي وحتى مطار سفنكس، وكذلك طريق الفيوم.
وشهد المسار الممتد من ميدان الرماية حتى الطريق الصحراوي تنفيذ 750 مجسمًا فنيًا متنوعًا، يجسّد رموزًا من مختلف مجالات الحياة المصرية: التاريخية، والسياسية، والدينية، والفنية، والثقافية.
وضمّت هذه المجسمات عددًا من ملوك مصر القدماء، مثل نفرتيتي وتوت عنخ آمون، إلى جانب نخبة من رموز الفن المصري، من بينهم: كريمة مختار، إسعاد يونس، فاروق الفيشاوي، يسرا، يحيى الفخراني، عادل إمام، عمر الشريف، صلاح السعدني، شريهان، وسمير غانم. كما شملت المجسمات أيضًا أعلام مصر في مجالات الفكر والعلم، مثل: نجيب محفوظ، صلاح جاهين، أحمد زويل، وأحمد خالد توفيق.
ومن جانبه، أوضح المهندس عادل النجار محافظ الجيزة ، أن أعمال التطوير الجارية بمحيط المتحف تأتي تنفيذًا لتوجيهات الدولة بالارتقاء بالمناطق المحيطة بالمشروعات القومية الكبرى، بما يعكس الوجه الحضاري لمصر ويهيئ بيئة متكاملة لاستقبال الوفود السياحية من مختلف أنحاء العالم.
وأكد محافظ الجيزة، أن المشروع لا يخدم فقط الحركة السياحية بل يحقق أيضًا مردودًا مباشرًا للمواطنين من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير بيئة حضارية آمنة ومتكاملة تليق بمكانة مصر وتاريخها العريق.
وأشار إلى أن أعمال التطوير لم تقتصر على المظهر الجمالي فحسب، بل تضمنت أيضًا رفع كفاءة البنية التحتية وتحسين السيولة المرورية بالمحاور المؤدية إلى المتحف، بما يحقق الانسيابية المطلوبة لحركة المواطنين والأفواج السياحية.