كشفت قائمة ترتيب أعضاء مجلس الشيوخ المصري وفقا للأعمار، التي أعدتها الأمانة العامة للمجلس، عن خريطة عمرية متنوعة تُجسد التوازن بين الخبرة السياسية والجيل الجديد من القيادات البرلمانية، في مشهد يعكس إدراك الدولة لأهمية الدمج بين الرؤى المخضرمة والطاقة الشبابية في صنع القرار الوطني.
أصحاب الخبرة
تصدر القائمة النائب أبو العلا عبد المولى رضوان، كأكبر الأعضاء سنًا بعمر 86 عامًا، يليه النائب نبيل سليمان دعبس البالغ 85 عامًا، فيما ضمّت المراكز العشرة الأولى نوابًا من مواليد الأربعينيات والخمسينيات، يمثلون جيل الخبرة الذين عاصروا تحولات سياسية واجتماعية كبرى، وشكلوا جزءا من الذاكرة الوطنية المصرية، ويُعد هذا الجيل صمام توازن تشريعي لما يمتلكه من تراكم خبرة يمتد لعقود في العمل العام، والحياة النقابية والحزبية.
منتصف الهرم.. جيل الستينيات والسبعينيات
وجاءت النسبة الأكبر من أعضاء المجلس بين 60 و70 عاما، أي من مواليد الستينيات وبدايات السبعينيات، وتشكل هذه الفئة العمود الفقري للمجلس من حيث العدد والخبرة العملية، إذ تجاوز عددهم قرابة 140 نائبا يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية والمهنية.
ويميز هذه الفئة امتلاكها خبرات تنفيذية وإدارية متراكمة، وتوليها مناصب قيادية في قطاعات الدولة أو القطاع الخاص قبل عضوية الشيوخ، ما يجعلها حلقة وصل بين الأجيال السابقة واللاحقة.
الطاقة الشابة.. حضور فاعل لجيل الثمانينات والتسعينات
وفي المقابل، ضمت القائمة أكثر من 50 نائبا تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، بينهم عدد من النواب في أواخر الثلاثينيات، ما يعكس حرص القيادة السياسية على تجديد الدماء داخل الغرفة الثانية للبرلمان.
ويأتي في مقدمة الأصغر سنا النائب أحمد خالد ممدوح يوسف (مواليد 1990)، والنائب طارق فاروق نصير من مواليد العام نفسه، إضافة إلى مجموعة من النواب الشباب الذين وُلدوا في الثمانينيات مثل حنان وجدي عبد المنعم ومهاب مجاهد وسارة نخلة، ليؤكدوا أن الشباب لم يعدوا مراقبين من الخارج بل شركاء فعليين في رسم السياسات.
المرأة البرلمانية.. وطريق التمكين
كما أظهرت القائمة تمثيلا نسائيا متنوعا، يضم نحو 30 نائبة تتراوح أعمارهن بين منتصف الأربعينيات إلى أوائل الستينيات، بينهن شخصيات عامة وأكاديميات وقيادات حزبية، أبرزهن النائبة أمينة النقاش (مواليد 1948) ضمن أقدم الأعضاء، وهالة كيره ووفاء مرشاد وداليا التربي ضمن الجيل الأوسط، وأميرة صابر ومروة قنصوة وإيفا نصيف بين الأصغر سنا.
ويعكس ذلك التمثيل إدراك الدولة لأهمية صوت المرأة في صياغة التشريعات المرتبطة بالمجتمع والأسرة وتمكين الفتيات.