كشفت يولاندا حديد، والدة عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد ، عن تفاصيل مؤلمة من رحلة علاج ابنتها الطويلة ضد مرض لايم المزمن ، الذي تعاني منه منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تتلقى بيلا حديد علاجها في مستشفى سانت جورج قرب مدينة ميونخ الألمانية، وهو مركز متخصص في علاج مرض لايم ، ويُعرف ببرامجه المكثفة لمرضى الحالات المزمنة.
وبدلًا من الصور المليئة بالبريق التي اعتاد جمهورها رؤيتها، نشرت يولاندا عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، صورًا لابنتها بيلا داخل المستشفى، بدت فيها مرهقة ومتصلة بالأجهزة الطبية، ما أثار تعاطفًا واسعًا بين متابعيها حول العالم.
ونشرت يولاندا، رسالة مؤثرة قالت فيها: "لقد تجاوزتِ شهرًا آخر من العلاج، وأنا أؤمن أن الله كريم، وأن المعجزات تحدث كل يوم.. هذا المرض أنهكنا، لكنه لم يهزمنا.. سنواصل القتال من أجل أيام أفضل".
ويبدو أن العائلة كلها توحدت من أجل بيلا، فوالدتها يولاندا وشقيقها أنور حديد، يعانيان أيضًا من مرض لايم، وبحسب مصادر مقربة، كانت يولاندا صاحبة القرار في نقل ابنتها إلى ألمانيا، بعدما فقدت العائلة الأمل في الاستجابة الكافية للعلاجات التقليدية في الولايات المتحدة.
التقارير أشارت إلى أن تكلفة العلاج تجاوزت 100 ألف دولار، ويشمل إجراءات تجريبية متقدمة، أبرزها علاج فرط الحرارة الكلي للجسم، الذي يعتمد على رفع درجة حرارة المريض لمحاولة القضاء على البكتيريا المسببة للمرض.
كما خضعت بيلا لجلسات علاج بالمضادات الحيوية، وعلاج بالاستخلاب لإزالة المعادن الثقيلة، وحقن ببتيدية محفزة للمناعة، بالإضافة إلى تركيب قسطرة في الرقبة لاستخدامها أثناء جلسات تنقية الدم.
"لايم" هو مرض بكتيري ينتقل عن طريق لدغة القراد المصاب ببكتيريا Borrelia burgdorferi، وتبدأ الأعراض عادة بطفح جلدي وحمى وآلام في المفاصل، وإذا لم يُعالج مبكرًا فقد يؤدي إلى التهاب الأعصاب والمفاصل والقلب، يُعالج المرض عادة بالمضادات الحيوية، لكن الحالات المزمنة مثل حالة بيلا تتطلب علاجًا طويل الأمد ومتابعة دقيقة.
بحسب ما كشفت عنه تقارير مقربة من العائلة، فإن رحلة بيلا مع المرض مرت بعدة مراحل صعبة وطويلة:
بدأت بيلا تعاني من أعراض غامضة كالإرهاق الشديد وآلام المفاصل والصداع المستمر، قبل أن تُشخَّص حالتها لاحقًا بمرض لايم، وهو مرض تسببه بكتيريا تنتقل عبر لدغة القراد.
حاولت بيلا الاستمرار في العمل وعروض الأزياء رغم الأعراض المنهكة، وصرّحت لاحقًا بأنها كانت "تبتسم أمام الكاميرات بينما كانت تشعر بانهيار داخلي تام".
تفاقمت الأعراض لتشمل اضطرابات في الرؤية والذاكرة وضعف المناعة، ما أجبرها على تقليل نشاطها المهني والابتعاد عن الأضواء لفترات طويلة.
بعد فشل عدة خطط علاجية في الولايات المتحدة، قررت العائلة نقلها إلى ألمانيا لتلقي العلاج الحراري المتقدم، حيث خضعت لسلسلة من الجلسات المكثفة تحت إشراف فريق طبي دولي.