داخل منطقة الهرم، تحولت شقة هادئة في عقار سكني إلى مسرح لجريمة جريئة نفذها طالبان لم يتجاوزا الثامنة عشرة، بعد أن خططا لسرقة مبالغ مالية ومشغولات ذهبية من داخل منزل صاحب معرض للأجهزة الكهربائية.
القصة بدأت عندما فوجئ صاحب المعرض - وهو رجل أعمال معروف في المنطقة عند عودته إلى شقته- بأن الباب مفتوح والنوافذ غير محكمة، والمحتويات مبعثرة في كل مكان.
وبمجرد تفقده لغرفة نومه، اكتشف اختفاء مبلغ مالي يقترب من نصف مليون جنيه، بالإضافة إلى كمية من المشغولات الذهبية.
لم يتردد الرجل في إبلاغ قسم شرطة الهرم، لتبدأ الأجهزة الأمنية فورًا في فحص البلاغ الذي بدا في البداية لغزًا محيرًا؛ فلا آثار اقتحام واضحة، ولا شهود رأوا شيئًا مريبًا لكن رجال المباحث بقيادة المقدم مصطفى الدكر بدأوا رحلة البحث الدقيقة خلف الخيوط الصغيرة.
فحص رجال المباحث كاميرات المراقبة المنتشرة في محيط العقار، وبالاستعانة بالتقنيات الحديثة في تحليل التسجيلات، ظهرت مفاجأة غيرت مسار التحقيق بالكامل.
الكاميرات رصدت شابين يتسللان ليلًا إلى العقار، ويتجهان نحو شرفة الطابق الأول، ثم يختفيان داخل الشقة محل البلاغ.
تحركت قوة من مباحث الهرم، وبعد تتبع دقيق لهوية المشتبه بهما، تم تحديدهما وضبطهما في أحد الأكمنة، وتبين أن المتهمين طالبان. لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في سنّهما الصغير، بل في العلاقة التي جمعتهما بالمجني عليه.
اعترف أحدهما بأنه كان يعمل سابقًا لدى صاحب الشقة في معرض الأجهزة الكهربائية، وأنه كان على علم بوجود مبالغ مالية ومجوهرات داخل المنزل.
وفي لحظة طيش واتفاق، قررا تنفيذ السرقة عن طريق تسلق شرفة الشقة بالطابق الأول، بعد أن تأكدا من خلو المكان.
وبمواجهتهما بما جاء في التحقيقات والفيديوهات، اعترفا تفصيلًا بارتكاب الواقعة، وأرشدا رجال المباحث إلى مكان إخفاء المسروقات، التي تم ضبطها بالكامل وإعادتها لصاحبها.
ففي لحظة طمع، قرر طالبان أن يخسرا مستقبلهما، طمعًا في المال السهل، غير مدركَين أن كاميرات المراقبة كانت ترصد كل خطوة قاما بها.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، التي أمرت بحبس المتهمين احتياطيًا على ذمة القضية.