آخر الأخبار

نص كلمة رئيس مجلس الشيوخ في أول جلسات دور الانعقاد السادس

شارك
مصدر الصورة

ألقى المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، رئيس مجلس الشيوخ، كلمة في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي السادس من الفصل التشريعي الأول.

وقال "عبد الرازق، في كلمته: "إنه لمن دواعي السرور أن أرحب بكم جميعًا في مستهل دور الانعقاد العادي السادس والأخير، الذي يأتي استكمالًا للفصل التشريعي الأول لمجلسنا الموقر، وأجدها فرصة عظيمة كي أجدد اعتزازي وتقديري لما بذلتموه جميعًا من جهودٍ مخلصة خلال أدوار الانعقاد الخمسة المنقضية، جهود أسهمت في إثراء الأداء البرلماني المصري، وكانت هذه القاعة العريقة التي أنشئت عام 1866 شاهدة على أعمالكم، وعلى أعمال البرلمانيين الذين سبقونا في هذا المجلس العريق الذي جاوز عمره مائتي سنة، جيلًا بعد جيل، شهادة تحكي لنا حكمة الأجيال وإرادة الأمة، وكنتم - حفظكم الله - خير امتداد لهذه الأجيال".

وأضاف موجهًا حديثه إلى النواب: أديتم الأمانة على خير وجه، وقمتم بدور محوري في إثراء العملية التشريعية، على النحو التالي:

أولاً: من خلال مشروعات القوانين العديدة والهامة التي أقررتموها أو رفضتموها، برؤى معمقة ودراسات علمية وموضوعية، فخرجت نصوصها متوافقة مع الدستور ملبية لاحتياجات المجتمع. وبهذا قد رسخ المجلس دعامة أساسية لبناء منظومة تشريعية رصينة تواكب تطورات الحاضر وتستشرف تحديات المستقبل، وكنتم في هذا المجال خير معين للغرفة الأولى الشقيقة - مجلس النواب - الذي طالما أشاد بدوركم وأثنى عليه".

ثانيًا: من خلال الدراسات البرلمانية، التي بلغت اثنتين وثلاثين دراسة رفيعة المستوى، لدعم متخذي القرار فيما يماثل عددها من مجالات حيوية، تهم الوطن والمواطن، خرجت بتحليلات عميقة وتوصيات هامة فيها حلول عملية للقضايا الوطنية الكبرى، وقد لاقت اهتمامًا بالغًا من السلطة التنفيذية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، الذي وجه في معظمها الحكومة بوضع توصياتكم موضع التنفيذ، مما عزز من كون المجلس الموقر داعمًا لمسيرة التنمية والصالح العام".

ثالثًا: وتفريعًا من الدراسات البرلمانية، كانت دراساتكم للأثر التشريعي للقوانين التي تمس المصالح الأساسية للمواطنين، من خلال مراجعة تلك القوانين وقياس مدى تحقيقها للأهداف المرجوة منها، فخرج من مجلسكم -أيضًا- سبع عشرة دراسة أثر تشريعي، ساهمت في كشف أوجه القصور وتحديد مدى الحاجة إلى تعديل أو تطوير للتشريعات كي تتوافق مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

رابعًا: في الرقابة البرلمانية؛ ومن جهة ثالثة؛ كانت ممارستكم الفعالة لها ركيزة أساسية في تعزيز الشفافية، من خلال مراقبة أداء الحكومة - بكل حيادية - في تنفيذ السياسات العامة للدولة، بما يحقق صالح المواطنين على أرض مصر الطيبة، من خلال طلبات المناقشة العامة التي بلغ عددها 27 طلبًا، ومئات طلبات الاقتراحات برغبة.

وأضاف أن من المؤكد أن وراء هذا النجاح للمجلس جهدًا جهيدًا من العاملين المتميزين بالأمانة العامة، تحت قيادة المستشار محمود عتمان الأمين العام، ونائبه المستشار عمرو يسري؛ فشكرًا لهم جميعًا.

وواصل رئيس المجلس: "ولا يفوتني في هذا المقام أن أُشيد بما تبذله الحكومة، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من جهدٍ متواصل، وما يشهده التعاون البنّاء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من حراك في خدمة قضايا الوطن وتعزيز مسيرة التنمية، في إطار شراكة وطنية تقوم على المسؤولية المشتركة والحرص على مصلحة المواطن المصري، ويبرز هنا الدور المحوري للمستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، في بناء جسور الثقة بين الجانبين، من خلال تيسير الحوار، وتنسيق المواقف، وإيضاح السياسات الحكومية أمام أعضاء المجلس، سواء في اجتماعات لجانه أو في جلساته العامة".

وأشار إلى أن ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، من جهود عظيمة في الداخل والخارج، يبعث في نفوسنا جميعًا الفخر والاعتزاز، ففي الداخل، أطلق مشروعات قومية عملاقة غيرت وجه الوطن، من شبكات طرق حديثة، ومدن جديدة، ومبادرات اجتماعية رائدة مست حياة ملايين المواطنين، كما لم يغفل الرئيس عن بناء الإنسان، فاهتم بالتعليم والصحة ومحو الأمية الرقمية، وفتح آفاق المشاركة أمام الشباب والمرأة ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة المستقبل، وفي مجال الأمن، وقف صامدًا يقود معركة الدولة ضد الإرهاب، فاستعادت مصر أمنها واستقرارها.

وعلى الصعيد الخارجي، فقد رفع الرئيس راية مصر عالية خفاقة، فأعاد إليها مكانتها الإقليمية والدولية، ووطد علاقتها مع أشقائنا العرب والأفارقة، وحمل هموم القارة السمراء في المحافل الدولية بكل أمانة ومسؤولية، كما نسج شراكات قوية مع القوى الكبرى، وضَمِن لمصر موقعًا مؤثرًا في معادلات السياسة العالمية، وكان دائمًا نصيرًا لقضايا السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ليبقى صوت مصر صوت الحكمة والعقلانية.

وثمن المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، من تحت قبة مجلس الشيوخ المصري، موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، التي تظل دومًا قضية العرب الأولى، حيث تواصل مصر جهودها، بقيادة الرئيس، وبتنسيق وثيق مع الدول العربية والإسلامية، ومع الولايات المتحدة الأمريكية والشركاء الدوليين، من أجل إنهاء الحرب بقطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، ورفض محاولات تهجير الفلسطينيين، مع الإسراع في إعادة إعمار غزة، وإنجاز حل الدولتين، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطني على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

واتصالًا بذلك؛ أكد أن مجلس الشيوخ سيظل داعمًا للموقف المصري الراسخ، وصوتًا معبرًا عن إرادة الأمة في مختلف المحافل، وفي مقدمتها نصرة الشعب الفلسطيني، من خلال ما أتيح له من قنوات اتصال بالبرلمانات النظيرة، في إطار الدبلوماسية البرلمانية التي أصبحت من أهم أدوات السياسة الخارجية الحديثة لدعم مواقف الدولة من خلال التفاعل الإيجابي مع المؤسسات التشريعية على مستوى العالم.

وقال رئيس مجلس الشيوخ: "أيام قليلة وتهل علينا ذكرى غالية على قلوب المصريين جميعًا، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر المجيد عام 1973، ذلك اليوم الذي سطر فيه جيشنا العظيم ملحمة خالدة أعادت الكرامة والعزة للوطن، في تلك اللحظة الفارقة من تاريخنا، أثبت رجال القوات المسلحة أنهم أبناء مصر الأوفياء، حملوا أرواحهم على أكفهم ليصنعوا معجزة العبور، وليؤكدوا أن إرادة المصري لا تُقهر، وليس بغريب على جيش مصر، الذي ظل عبر التاريخ حصنًا منيعًا يحمي الأرض والعرض، أن يقود تلك البطولة، فقد كان على الدوام الدرع الواقي في أحلك الظروف، وكان سند الوطن في أشد الأزمات، ونتذكر بكل تقدير وامتنان دوره الوطني العظيم في السنوات الأخيرة، وخاصة أثناء وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حين وقف شامخًا يحمي الدولة المصرية، ويحفظ مؤسساتها، ويصون أمنها حتى لا تنزلق إلى الفوضى. وكذلك حين انتصر للإرادة الشعبية في ثورة الثلاثين من يونيو، يوم خرجت جموع المصريين لاستعادة الهوية المصرية".

وأوضح أن ذكرى أكتوبر ليست مجرد احتفال بانتصار عسكري، بل هي درس للأجيال في الوطنية والفداء والإرادة التي لا تعرف المستحيل، متوجهًا بخالص التهنئة بهذه المناسبة إلى رجال قواتنا المسلحة البواسل، وإلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى شعب مصر العظيم، داعين المولى عز وجل أن يحفظ لمصر أمنها واستقرارها.

واختتم قائلًا: إن تاريخ العمل البرلماني سيكتب بحروف من نور أسماءكم جميعًا، وأنتم تسطرون بانتمائكم إلى عضوية المجلس في فصله التشريعي الأول صفحة مجيدة في سجل الوطن. لقد عدتم بالغرفة الثانية إلى الحياة البرلمانية من جديد، فكنتم أهلًا للأمانة وعلى قدر المسؤولية، فكونوا فخورين دائمًا بما قدمتموه من إنجاز وما حملتموه من رسالة خالدة. وستظل أشخاصكم دومًا شاهدة على عهد برلماني جديد يفتخر به الحاضر ويستلهم منه المستقبل.

اقرأ أيضًا:

حالة الطقس| سحب ممطرة على هذه المناطق.. والعظمى بالقاهرة 33 درجة

هل فتحت مصر مفيض توشكى لاستقبال مياه الفيضانات القادمة من السودان؟

رغم شحنه ووجود رصيد.. أسباب قطع الكهرباء فجأة عن العداد مسبق الدفع

مصراوي المصدر: مصراوي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا