قبل 25 عامًا، وتحديدًا فى 30 سبتمبر 2000، سجل التاريخ واحدًا من أكثر المشاهد إيلامًا فى العصر الحديث: الطفل الفلسطيني محمد الدرة يحتمى بجسد والده خلف برميل أسمنتى فى شارع صلاح الدين بغزة، قبل أن تخترقه الرصاصات أمام أنظار الكاميرات.
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، ينشر اليوم السابع صورة تخيلية تجسد كيف كان يمكن أن يبدو محمد لو كتبت له النجاة من رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلى، وعاش حتى عام 2025؛ رجل فى السابعة والثلاثين من عمره، بلحية يكسوها بعض البياض وملابس رسمية.
ولد محمد الدرة فى 22 نوفمبر 1988، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي. عاش فى كنف أسرة بسيطة لاجئة من مدينة الرملة، والده يعمل نجارًا ووالدته ربة منزل، وبعد استشهاده، رزقت العائلة بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمنًا بأخيه الشهيد.
فى صباح يوم استشهاده، خرج والده جمال الدرة مع طفله إلى مزاد للسيارات فى مخيم البريج بقطاع غزة على أمل شراء سيارة، قبل أن يجد نفسه محاصرًا تحت نيران جنود الاحتلال الإسرائيلي.
جمال الدرة، الذى بقى شاهدًا حيًا على المأساة، قال فى تصريحات سابقة لـاليوم السابع: "محمد قال لي: لا تخف يا أبى، وكان يمدنى بالقوة. ومن دفاعى عن ابنى أصبت بعدة عيارات نارية وامتلأ جسدى بالرصاص، بعدها نظرت إلى محمد فلم يكلمنى، كانت رأسه على قدمى اليمنى وفتحة كبيرة فى ظهره، فأيقنت أن محمد قد استشهد."