في قرار يسلط الضوء على أحد أعلام الشعر العربي الأصيل، أعلنت إدارة مهرجان الموسيقى العربية في دورته الثالثة والثلاثين عن تكريم اسم الشاعر السودانى الراحل الهادى آدم 1927- 2006، وذلك خلال حفل الافتتاح الرسمى للمهرجان.
وسيتولى وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو ، عملية التكريم التي تليق بمكانة الشاعر الراحل، صاحب القصيدة الخالدة "أغداً القاك" التى غنتها السيدة أم كلثوم خلال زيارتها للسودان عام 1968، واختارتها من بين عشرات القصائد التي قدمت لها.
ولد الهادى آدم فى مدينة الهلالية بالسودان، وتخرج فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة حاصلاً على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، ثم حصل على دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس. عمل الشاعر الراحل معلماً في وزارة التعليم بمدينة رفاعة، وواصل مسيرته التعليمية ليكون من المعلمين القدامى في شتى المراحل الدراسية، حيث درس في مدرسة حنتوب الثانوية العليا.
ويعد الشاعر الراحل من أوائل الذين ساهموا في نهضة الشعر في السودان من خلال الجمعيات الأدبية التي كان يشرف عليها. وله دواوين شعرية عديدة، أشهرها "كوخ الأشواق" الذي يعدّه النقاد من أفضل ما قُدّم للأدب والمكتبة السودانية، إلى جانب دواوين "نوافذ العدم" و"عفواً أيها المستحيل".
ولا يقتصر إبداعه على الشعر الغنائي، حيث كتب أيضاً في مجالات إبداعية أخرى أبرزها مسرحية "سعاد". ومن بين قصائده الأخيرة التي لم تُنشر بعد، قصيدة بعنوان "لن يرحل النيل".
يصنف النقاد في الخرطوم الراحل، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 80 عاماً، among كبار الشعراء ليس على مستوى السودان فحسب، بل على مستوى العالم العربي. ورغم انتمائه لجيل سابق للحركة الشعرية المعاصرة، إلا أنه يُعتبر من الشعراء المحدثين.
من أبرز محطات الشاعر الهادي آدم قصيدته "أكذا تفارقنا" التي رثا بها الرئيس العربي الراحل جمال عبد الناصر، والتي تعتبر من القصائد الجميلة في الأدب العربي الحديث، ونشرت في كتاب بالقاهرة عام 1973. وبهذا التكريم، تعيد إدارة المهرجان تسليط الضوء على مسيرة شاعر تركت كلماته بصمة لا تُمحى في الذاكرة الغنائية العربية.