أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الرواندي بول كاجامي في القاهرة، وما صاحبه من تصريحات واضحة بشأن قضية مياه النيل والقضية الفلسطينية ، لا يمكن النظر إليه بمعزل عن التحركات المتزامنة لوزير الخارجية بدر عبد العاطي في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، موضحا أن هذا التزامن يعكس استراتيجية مصرية شاملة تستهدف إدارة الملفات الإقليمية والدولية في وقت بالغ الحساسية.
وأوضح "الجندي"، أن تأكيد الرئيس السيسي على أن "النيل مسألة وجودية لمصر" بمثابة رسالة قاطعة لكل الأطراف بأن الأمن المائي المصري خط أحمر، وفي الوقت ذاته دعوة للتعاون البناء بعيدا عن منطق الهيمنة أو الإضرار بمصالح أي طرف من دول الحوض، قائلا: "وهنا يتكامل الموقف الرئاسي مع تأكيد وزير الخارجية في نيويورك على رفض مصر للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي"، مؤكدا أن هذه التصريحات تثبت أن الدولة تتحرك وفق رؤية موحدة من أعلى مستويات القيادة إلى الساحة الدبلوماسية الدولية.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن التطرق إلى القضايا الأفريقية، سواء ما يتعلق باستقرار الكونغو أو معالجة أزمات السودان والقرن الأفريقي، يعكس إدراك مصر لدورها المحوري كركيزة للاستقرار في القارة، حيث أكد الرئيس السيسي حرص مصر على دعم جهود إحلال السلام وإعادة الإعمار بعد النزاعات، وهو ما ردد صداه وزير الخارجية خلال مناقشاته مع مفوضية الاتحاد الأفريقي بشأن تعزيز قدرات القارة على مواجهة التحديات الأمنية والتنموية.
واعتبر المهندس حازم الجندي، تزامن تحركات الرئيس ووزير الخارجية تأكيد واضح على أن مصر تتحرك وفق خطة متكاملة، لا تقتصر على الدفاع عن مصالحها الحيوية فقط، وإنما تمتد إلى لعب دور فاعل في صياغة مستقبل القارة الأفريقية، ودعم الاستقرار في الشرق الأوسط، مؤكدا أن هذا النهج يرسخ صورة مصر كدولة قادرة على الموازنة بين حماية مصالحها الوطنية والدفاع عن قضايا العدل والشرعية الدولية التي تصدرها القضية الفلسطينية.