آخر الأخبار

أستاذ قانون دولى: موجة الاعترافات بفلسطين تحول تاريخى يفرض التزامات حاسمة

شارك

أكد الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولى العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولى أن موجة الاعترافات الدولية الكاسحة بالدولة الفلسطينية التى شهدها أمس تمثل تحولا تاريخيا فى مسار القضية الفلسطينية وتفرض التزامات قانونية حاسمة على المجتمع الدولى لحماية الحقوق الفلسطينية.

وقال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن هذه الموجة التى ضمت اعترافات من دول أوروبية وأمريكا اللاتينية وآسيوية وأفريقية ترفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى أكثر من 160 دولة من أصل 193 عضوا فى الأمم المتحدة مما يشكل أغلبية ساحقة تتجاوز الثلثين المطلوبين لاتخاذ قرارات مهمة فى المنظمة الدولية.

وأوضح استاذ القانون الدولى أن الأثر القانونى لهذه الاعترافات يتمثل فى ترسيخ الشخصية القانونية الدولية لدولة فلسطين وتأكيد حقها السيادى على أراضيها المحتلة وفقا لحدود الرابع من يونيو 1967.

وأكد أن هذا الاعتراف الجماعى يضع إسرائيل فى موقف المعتدى على دولة معترف بها دوليا مما يفتح الطريق أمام تطبيق آليات المحاسبة الدولية بشكل أوسع.

وأشاد بالدور المصرى المحورى فى تحقيق هذا الإنجاز الدبلوماسى مؤكدا أن الجهود المصرية الدؤوبة على مدى عقود فى دعم القضية الفلسطينية ودبلوماسيتها الحكيمة فى التعامل مع مختلف أطراف المجتمع الدولى ساهمت بشكل كبير فى حشد هذا الدعم الدولى الواسع، لافتا إلى أن مصر استطاعت من خلال علاقاتها المتوازنة مع جميع القوى الدولية أن تقنع العديد من الدول المترددة بضرورة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية المشروعة.

كما اكد أن الموقف المصرى الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم عزز من مكانة مصر كحارسة للحقوق العربية والفلسطينية وجعلها محل ثقة واحترام دولى متزايد.

وأشار إلى أن استخدام الرئيس السيسى لكلمة العدو فى وصف إسرائيل خلال قمة الدوحة أعطى زخما إضافيا للجهود الدبلوماسية الفلسطينية والعربية فى حشد الدعم الدولي.

وحول أهمية هذه الاعترافات أكد الدكتور مهران أنها تضع فلسطين على أعتاب العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة وتقوى موقفها فى جميع المحافل الدولية.

ولفت إلى أن هذا التطور يسهل على فلسطين اللجوء للمحاكم الدولية ومقاضاة إسرائيل على جرائمها كما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الدولى فى مختلف المجالات.

وشدد على ضرورة أن تترتب على هذه الاعترافات تحركات عملية حاسمة وإرادة سياسية حقيقية لترجمة الاعتراف إلى أفعال ملموسة، مؤكدا أن الاكتفاء بالاعتراف النظرى دون اتخاذ إجراءات لحماية فلسطين من العدوان الإسرائيلى يفرغ هذا الاعتراف من مضمونه الحقيقي.

ودعا "مهران" الدول المعترفة بفلسطين لاتخاذ خطوات عملية فورية تشمل فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل وقطع العلاقات التجارية معها ووقف تصدير الأسلحة إليها والضغط فى مجلس الأمن لإصدار قرارات ملزمة بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وحذر من أن التقاعس عن اتخاذ هذه الخطوات سيجعل الاعتراف بفلسطين مجرد إيماءة دبلوماسية فارغة لا تغير شيئا على أرض الواقع مؤكدا أن الشعب الفلسطينى يستحق أكثر من الكلمات والبيانات فى ظل ما يتعرض له من إبادة جماعية مستمرة.

واعتبر أن هذا الزخم الدولى يجب استثماره فورا لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها والانسحاب من الأراضى المحتلة، مؤكدا أن العدالة للشعب الفلسطينى باتت أقرب من أى وقت مضى لكنها تحتاج لإرادة دولية حقيقية لتطبيقها على أرض الواقع.


شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا