آخر الأخبار

تصريحات ترامب بشأن "الباراسيتامول" تثير مخاوف الحوامل.. و3 أطباء يعلقو

شارك
مصدر الصورة

أثارت تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حذّر فيها النساء الحوامل من تناول دواء "الباراسيتامول"، حالة من الجدل والقلق بين السيدات الحوامل، خاصة بعد ربطه بين استخدام الدواء أثناء الحمل وزيادة معدلات الإصابة بالتوحد بين الأطفال.

وبينما تناولت وسائل الإعلام تلك التصريحات على نطاق واسع، سارع عدد من الأطباء والخبراء إلى الرد، مؤكدين أن هذه المزاعم تفتقر إلى "الأدلة العلمية القاطعة".

وتحدث "مصراوي" إلى 3 أطباء مصريين متخصصين في طب النساء والتوليد، للتعليق على ما ذكره ترامب.

بدوره، قال الدكتور محمد أبو الغار، أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة ورائد عمليات "أطفال الأنابيب" في مصر، إنه "لا يوجد ما يثبت ذلك، ولا توجد أبحاث علمية قاطعة تؤكد ما ذكره الرئيس الأميركي"، مشيرًا إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها ترامب عن أدوية ثم يتبين أن حديثه خاطئ، وهو ما حدث سابقًا في فترة كورونا".

وأكد أن "لا يوجد بحث دقيق أو موثوق يدعم هذا الادعاء"، لافتًا إلى أن "الباراسيتامول يُعد من أكثر المسكنات أمانًا خلال الحمل".

ونصح "أبو الغار" السيدات الحوامل في مصر بعدم الالتفات إلى ما قاله ترامب، قائلًا: "أنصح السيدات الحوامل بعدم الاستماع لما قاله الرئيس الأمريكي والمتابعة مع طبيبهن المعالج لمعرفة الأدوية اللازمة لهن".

وكان ترامب قال خلال حدث في البيت الأبيض محوره التوحد "لا تتناولنه!"، في إشارة إلى الدواء المسكن للآلام والخافض لحرارة الجسم، مرجحا أن استخدام دواء "الباراسيتامول" خلال الحمل قد يساهم في ارتفاع معدلات التوحد في الولايات المتحدة، وهو ارتباط محتمل يقول خبراء إنهم درسوه لكنه غير مثبت.

وقال إنه لا ينبغي للنساء تناول هذا الدواء "طوال فترة الحمل"، لكن وفق تقارير، فإن ارتفاع الحالات يعود أساسا إلى تعريف جديد للاضطراب يشمل الآن الحالات الخفيفة على شكل "طيف"، بالإضافة إلى تحسين وسائل التشخيص.

رأي سياسي.. وليس طبي

وعلى هذا المنوال، قال الدكتور عمرو حسن، أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني، إنه تحذيرات ترامب ليست مبنية على توصيات علمية أو مراجع طبية معتمدة، وإنما تعكس رأيًا سياسيًا مثيرًا للجدل أكثر من كونه دليلًا طبيًا.

وأضاف، هذه التصريحات انتشرت بسرعة وأثارت قلق وهلع عند كثير من السيدات حول العالم، بما فيهم الأمهات المصريات، مشددا على أن الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) أكدت بوضوح أن الدراسات عالية الجودة لم تجد أي علاقة سببية بين استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل وإصابة الأطفال بالتوحد أو أي اضطرابات سلوكية، وبالتالي، تظل التوصية أن الباراسيتامول هو العلاج الأكثر أمانًا للصداع والحمى والآلام أثناء الحمل.

وأشار إلى أن الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد (RCOG) أصدرت نفس الموقف: الباراسيتامول هو المسكن وخافض الحرارة الأكثر أمانًا للحوامل، ولم تُثبت الدراسات وجود مخاطر جدّية عند استخدامه بالجرعات الموصى بها، كما أن هيئة الدواء الأمريكية (FDA) مؤخرًا أضافت جملة احترازية على النشرة الداخلية، ليس لأنها تأكدت من وجود خطر، بل لتوضيح أن الدراسات العلمية ما زالت تُراجع ، هذه الخطوة روتينية وليست دليلًا على أن الدواء مضر.

وأشار إلى أن الباراسيتامول مازال هو الخيار الأول عالميًا لعلاج الألم والحرارة أثناء الحمل، واستخدامه بالجرعة الصحيحة وتحت إشراف الطبيب لا يشكل أي خطورة مؤكدة على الجنين.

ووجه رسالة لكل سيدة حامل: "اطمئني الطب لا يُبنى على الشائعات ولا على تصريحات سياسية عابرة، بل على الأدلة العلمية، وكل الأدلة حتى اليوم تقول الباراسيتامول آمن أثناء الحمل، استخدميه عند الحاجة فقط وبالجرعة الموصى بها، استشيري طبيبك دائمًا إذا كان لديك أي قلق".

مخاطر "الإسراف"

كما اعتبر الدكتور خالد أمين، استشاري أمراض النساء والتوليد والأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، أن تحذير الرئيس الأميركي بشأن "باراسيتامول"، "غير دقيق".

وقال أمين، إن "بعض الدراسات أشارت إلى أن الإفراط والإسراف في تناول الباراسيتامول أثناء الحمل قد يرتبط باضطرابات لاحقة عند الطفل، مثل فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن الكثير من الأبحاث لا تزال قيد الدراسة ولم تحسم بشكل قاطع".

وأضاف أن "الباراسيتامول ما زال يُعد من المسكنات الآمنة التي يمكن أن تستخدمها الحامل، لكنه لم يعد في الصف الأول من حيث الأمان، بل انتقل إلى المستوى الثاني"، مشددًا على "ضرورة تناوله عند الحاجة فقط، وتحت إشراف الطبيب، مع تجنب الاستخدام المفرط".

مصراوي المصدر: مصراوي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا