آخر الأخبار

حزب الوعى: الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن يُسقِط الشرعية الأخلاقية للنظام الدولى

شارك

استنكر حزب الوعي استخدام الولايات المتحدة الأمريكية، حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن غزة، مشيرًا إلى أنه لم يكن مجرد إجراء دبلوماسي تقليدي، بل كان إعلاناً صارخاً عن اصطفاف استراتيجي ينزع عن واشنطن ما تبقى من أقنعة الإنسانية، ويكشف أن خطابها المتخم بالشعارات الحقوقية لم يكن سوى قناع يتوارى خلفه حسابات ضيقة ومصالح مصلحية فردية ممنهجة.

وكان مشروع القرار سيطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، ويدعو إلى رفع جميع القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، وقد نصّ المشروع كذلك على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة "حماس" وفصائل أخرى، ولفت الحزب إلى أنه رغم حصول المشروع حصل على دعم 14 عضواً من أصل 15، إلا أن الرفض الأمريكي بالفيتو أطاح به، لتكون تلك المرة السادسة التي تستخدم فيها الولايات المتحدة هذا الحق خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزة أو في غيره من الأراضي المحتلة.

واعتبر الحزب أن ذلك جاء في الوقت الذي تجاوز فيه عدد الشهداء 70 ألفاً غالبيتهم من النساء والأطفال وتحول ملايين الفلسطينيين إلى أسرى للجوع والمرض والحصار، ليتعطل مجلس الأمن بفعل فاعل، ويتحول من منصة لحفظ السلم العالمي إلى شاهد صامت على جريمة مكتملة الأركان، تتحمل وزرها كل الأطراف المتواطئة بالصمت أو الانحياز.

ورأى "حزب الوعي" أن الفيتو الأمريكي لم يسقط مشروع قرار فحسب، بل أسقط معه ما تبقى من شرعية أخلاقية للنظام الدولي، كاشفاً عن خلل هيكلي يضرب جذور منظومة الأمم المتحدة، متسائلًا: "فأي عدالة هذه التي تُكبل بأداة واحدة استُخدمت أكثر من خمس وأربعين مرة منذ سبعينيات القرن الماضي لحماية الاحتلال؟ وأي مجلس أمن هذا الذي يُدار بمنطق الانتقائية، فيستحضر الضمير حيثما اقتضت المصلحة، ويغيب حيثما وجب أن يعلو صوت الحق؟".

وقال حزب العدل، إن ما جرى لا يمكن اعتباره حدثاً عابراً في سجلات الأمم المتحدة، بل هو محطة فارقة تؤشر إلى لحظة مصير تاريخي حاسمة: إما استمرار الخضوع لمنظومة فقدت بوصلتها، أو الانطلاق نحو إعادة هندسة قواعد اللعبة الدولية بما يعيد الاعتبار للشعوب وحقوقها الأصيلة، منوها بأن مسؤولية العرب والأفارقة وسائر الشعوب المقهورة، ومعهم قوى الجنوب العالمي، تقتضي تجاوز منطق الترقب والانتظار، والمبادرة إلى بناء تحالفات موازية تفرض وزناً موازياً ينهي فجوة الانحياز ويقاوم استباحة الحق.

ويؤكد "حزب الوعي" أن مصر بما تمتلكه من رصيد تاريخي ومكانة محورية، ستبقى حجر الزاوية في أي تحرك جاد لمواجهة هذا الانحراف الأممي، عبر أدواتها الدبلوماسية وقدرتها على جمع الصفوف، ورؤيتها الممتدة في محيطها العربي والإفريقي، موضحا أن اللحظة الراهنة ليست اختباراً لشعارات القول بقدر ما هي قياس لإرادة الفعل، وقدرة القوى الدولية على تحويل الغضب والشعور بالظلم إلى فعل ملموس، والصوت العادل إلى أداة ضغط تُعيد الاعتبار للإنسان الفلسطيني في مواجهة آلة الإفناء الصهيونية.

وشدد "حزب الوعي" على رفضه وإدانته لهذا الفيتو الأمريكي، ويرى أن ما حدث يمثل اعترافاً دولياً غير معلن بأن فلسطين ليست قضية إقليمية محدودة، بل جرح دولي مستدام يطال ما تبقي من الضمير الإنساني العالمي، وسيسجل التاريخ أن الفيتو الأمريكي الأخير لم يسقط القرار الأممي وحده، بل أسقط معه أحد الأقنعة الزائفة التي طالما تخفّت وراءها القوة العظمى، كاشفاً وجهها الحقيقي وقد انحاز بلا مواربة إلى صف الاحتلال، تاركاً الإنسانية تُغتال معلناََ انتهاء زمن الادعاءات الوهمية وافتضاح مرحلة الأقنعة.


شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا