وضعت تحقيقات وزارة الداخلية، فصل ختام القضية التي هزت الأوساط الأثرية في مصر والعالم، حول سرقة إسورة أثرية لا تقدر بثمن من داخل قلب المتحف المصري بالتحرير، ليتبدد إرث ملكي عمره آلاف السنين في بوتقة صهر الذهب، في واقعة وصفت بأنها "صفعة على وجه الحضارة".
اندلعت الأزمة في صمت داخل معمل الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، وهو المتحف العريق الذي يحوي تاريخ مصر بين جدرانه، أثناء الاستعدادات لمعرض "كنوز الفراعنة" المرتقب في روما، حيث اكتشف مسؤولو المتحف في 13سبتمبر 2025 اختفاء أسورة ذهبية نادرة تعود للملك "أمنمؤوبي" من عصر الانتقال الثالث (حوالي القرن السابع قبل الميلاد).
لم تكن مجرد قطعة ذهب، بل كانت قطعة أثرية فريدة من نوعها، مصنوعة من الذهب الخالص ومطعمة بخرز كروي من حجر اللازورد الأزرق الثمين، تحمل في طياتها تاريخ ملك وحضارة عظيمة.
حيث تناولت تقارير صحفية، قضية الاختفاء في أنباء صحفية غير موثوق منها لمدة يومين كاملين، قبل أن يأتي بيان وزارة السياحة والآثار ليضع النقاط على الحروف، وأصدرت بيانًا أكدت فيه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية وإبلاغ النيابة العامة، بينما سارعت إلى نفي صحة الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي للأسورة المختفية، واصفة إياها بأنها "معلومات مغلوطة"، كما نفت في بيان منفصل ما تردد عن اختفاء قطع من المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
وبمجرد إبلاغ المتحف للشرطة، تحولت القضية إلى أولوية قصوى، وحلت بالمتحف حالة طوارئ غير مسبوقة، شملت معمل الترميم وإخضاعه للفحص الجنائي.
وتم اتخاذ عدة إجراءات منها التحفظ على جميع العاملين ممن لهم صلة بالقطعة ومصادرة هواتفهم المحمولة، ومراجعة دقيقة لكاميرات المراقبة وحركة الدخول والخروج، وتشكيل لجنة أثرية متخصصة لحصر ومراجعة كل القطع في المعمل، وتعميم صورة الأسورة (الرسمية) على جميع منافذ البلاد البرية والبحرية والجوية لمنع تهريبها.
وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية بسرعة النقاب عن المفاجأة الصادمة، فالجاني من الداخل. حيث تبين أن المتهمة الرئيسية تعمل أخصائية ترميم بالمتحف، وهي الشخص المفترض أن يكون حامياً ومستعيداً لهذا التراث، لا ناهبه ومبدده.
وكشفت التحقيقات أن الجريمة تمت بتاريخ 9 سبتمبر 2025، حيث استغلت المتهمة وجودها داخل معمل الترميم، وبأسلوب "المغافلة" – كما ورد في التحقيقات – قامت بسرقة الأسورة من داخل الخزينة الحديدية.
ولفتت وزارة الداخلية إلى قيام المتهمة بالتواصل مع أحد التجار من معارفها (صاحب محل فضيات بالسيدة زينب بالقاهرة)، والذى قام ببيعها
لـ (مالك ورشة ذهب بالصاغة) مقابل مبلغ (180 ألف جنيه)، وقيام الأخير ببيع الأسورة لـ (عامل بمسبك ذهب) مقابل مبلغ (194 ألف جنيه)، حيث قيام بصهرها ضمن مصوغات أخرى لإعادة تشكيلها.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المذكورين.. وبمواجهتهم إعترفوا بارتكاب الواقعة، وتم ضبط المبالغ المالية حصيلة بيع الأسورة بحوزتهم.
اقرأ أيضاً:
فتح اشتراكات السكة الحديد للطلاب على 3 أنواع من القطارات - تعرف على الضوابط
4 حالات لا يعاقب عليها القانون حال انتفاء المسئؤلية الطبية
"البحوث الإسلاميَّة" يُطلِق برنامج "مَعِين التُّراث" للطُّلَّاب الوافدين.. الأحد