ألقت ماريان خورى المديرة الفنية لمهرجــان الجونة السينمائى، كلمة فى المؤتمر الصحفى الخاص بالدورة الثامنة للمهرجان، وقالت:"يسعدنى أن أرحب بكل الحضور من الإعلاميين والصحفيين وصنّاع السينما والأصدقاء من ممثلى السفارات والرعاة الكرام، حضوركم معنا فى المؤتمر الصحفى الخاص بالدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائى هو تأكيد على أهمية استمراره بالرغم من كل التحديات التى تواجهنا، لأن العالم الذى نعيشه اليوم أصبح أقل إنسانية، ولكن ستظل السينما صوتًا مسموعًا فى العالم كله، صوتًا لا يمكن إسكاته".
وأضافت المديرة الفنية لمهرجان الجونة فى حديثها:"واليوم، ونحن على أعتاب الدورة الثامنة، نفخر بأن نقدّم برنامجًا يُعرض من خلاله حوالى 60 فيلمًا من 42 دولة حتى الآن، وسيتم الإعلان عن باقى البرنامج فى الأيام المقبلة.. البرنامج يتضمن 10 أفلام روائية طويلة، و10 أفلام وثائقية طويلة، و17 فيلمًا قصيرًا ضمن المسابقة الرسمية، تتنافس على جوائز تبلغ قيمتها 230 ألف دولار أمريكى. من هذه الأفلام أعمالا أولى لمخرجين، وبعضها من صنع مخرجات، وذلك تأكيدًا لدور المهرجان فى إبراز التنوع وتسليط الضوء على الأصوات السينمائية الجديدة".
وتابعت ماريان خورى قائلة:"ومن الأفلام التى حققت نجاحًا هذا العام: الفيلم الإيرانى It Was Just an Accident (حادث بسيط) الحاصل على السعفة الذهبية (Palme d’Or) من "كان"، والفيلم الإسبانى Sirat (صراط) الحاصل على جائزة لجنة التحكيم من "كان" (Jury Award Cannes).، كما نعرض الفيلم الأيرلندى Blue Moon (القمر الأزرق) الذى حصل بطله أندرو سكوت (Andrew Scott) على جائزة أفضل أداء مساعد من مهرجان برلين. هذا التنوع ليس مجرد أرقام، بل رسالة واضحة معناها أن الجونة خلق نظامًا وبيئة سينمائية، ومكانًا يفتح الحوار ويعزز التعاون، والدليل هو استقبالنا لستة أفلام مصرية دفعة واحدة، أربعة منها حصلت على دعم من "سينى جونة لدعم إنتاج الأفلام"، وفيلمان هما التجارب الأولى لمخرجات".
وأضافت المديرة الفنية للمهرجان:"منذ انطلاقه، شكّل "سينى جونة" مساحة محورية لدعم المواهب، وأسهم فى وصول أفلام عديدة إلى أهم المهرجانات العالمية وحصدت جوائز مرموقة. واستقبل "سينى جونة" لدعم إنتاج الأفلام فى نسخته الثامنة 290 مشروعًا من جميع أنحاء العالم العربى، وتم اختيار 12 مشروعًا فى مرحلة التطوير، و7 أفلام فى مراحل ما بعد الإنتاج. الأعمال المختارة تمثّل 12 بلدًا عربيًا، بشراكة مع خمس دول غربية، ستتنافس على مجموعة متنوعة من جوائز الدعم المادى والخدمى تتجاوز قيمتها 300 ألف دولار".
وتابعت قائلة:"أما الشباب، فأصبحوا جزءًا من مجتمع الجونة السينمائي؛ فهم فى قلب رؤية المهرجان ونبض مستقبله. ومن خلال برنامج "سينى جونة" لدعم المواهب الناشئة نقدّم رحلة متكاملة ترافق المشاركين فى كل مراحلهم. كما أن بعض الشباب الذين كانوا بالأمس جزءًا من البرنامج عادوا هذا العام كمدرّبين لجيل جديد، فى مشهد يؤكد أن مهرجان الجونة لا يكتفى بعرض الأفلام، بل يصنع السينمائيين ويدفع صناعة بأكملها، بعد أن تزايد الإقبال على التقديم حتى وصلت الطلبات إلى 1000 طلب، تم اختيار 200 منهم، وبعد أن أثبت سوق "سينى جونة" حضوره فى الدورة الماضية، ينطلق هذا العام بخطوة أوسع ليصبح لاعبًا أساسيًا فى صناعة الشراكات وعقد الاتفاقات بين كبرى الهيئات السينمائية محليًا وإقليميًا ودوليًا. كما أن وجود الهيئة المصرية للأفلام يمنحه ثقلًا إضافيًا، خاصة بعد نجاحها فى جناح مصر بمهرجان "كان"، حيث روّجت للإنتاج المشترك وجذبت مشاريع أجنبية للتصوير فى مصر، وهو ما يمثل نقلة نوعية لصناعة السينما المصرية".
واستطردت قائلة:"يعزّز السوق هذا العام مكانته كمساحة إقليمية لتبادل الخبرات، ودفع فرص التعاون والابتكار، واستعادة دور مصر الريادى كنقطة رئيسية فى صناعة السينما، ويستمر ملتقى "سينى جونة" كمنصة مخصصة للحوار والتشبيك والتطوير المهنى لصنّاع السينما من العالم العربى وخارجه، وهذا العام، وسّع الملتقى برنامجه، وأصبح يضم ضيوفا من مصر والعالم العربى، إضافة إلى عدد أكبر من الضيوف الدوليين، وذلك من أجل فتح آفاق أوسع للحوار وبناء علاقات راسخة مع صنّاع السينما حول العالم، ويقدّم الملتقى هذا العام أكثر من 30 فعالية ما بين ندوات وورش عمل وحوارات، ليكون برنامجه متنوعًا وملهمًا".
وعن أبرز فعاليات المهرجان قالت:"ومن أبرز فعاليات المهرجان هذا العام، احتفالية مئوية ذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين والتى تنطلق من الجونة، ولن تقتصر على مصر فقط، ولكنها ستجوب العالم من فرنسا إلى اليابان وسويسرا وغيرها، شاهين لم يكن فقط مخرجًا استثنائيًا، بل كان الأب الروحى لموجات السينما العربية الجديدة، وقد قررنا فى مهرجان الجونة أن نحتفل بهذه المناسبة فى هذه الدورة من خلال اختيار زاوية مختلفة للنظر إلى مسيرة شاهين، وهى أن نسلّط الضوء على أثره فى جيل كامل من السينمائيين العرب الذين حذوا حذوه فى صناعة أفلام ذاتية. فهو لم يفتح الطريق فقط أمام السيرة الذاتية فى السينما العربية بفيلمه إسكندرية ليه؟، بل ألهم مخرجين من تونس والمغرب والجزائر ومصر لصناعة أفلامهم الأولى فى هذا الاتجاه"، وأضافت قائلة "جانب آخر من الاحتفال سيكون من خلال معرض مهم على مستوى المحتوى والتصميم، من تنسيق شيرين فرغل. يأخذ المعرض شكل تجربة حسية شبيهة بمحطة مصر، مستوحاة من فيلم باب الحديد. يدخل الزائر كأنه يستقل قطارًا يمر بمحطات مختلفة تمثّل مراحل فيلموغرافيا شاهين".
وتابعت:"ولأننا نؤمن أن السينما ملك للجميع، حرص مهرجان الجونة السينمائى على أن يتجاوز حدود المدينة ليصل إلى جمهور أوسع. وللسنة الثالثة على التوالى، تُعرض مجموعة من أفلام المهرجان فى سينما زاوية بالقاهرة بالتزامن مع عروض الجونة، فى خطوة هدفها توسيع دائرة المشاهدة وإتاحة التجربة لشريحة أكبر، وخاصة الشباب الذين يشكّلون الركيزة الأساسية لمستقبل السينما".
واختتمت حديثها قائلة:"وقبل أن أنهى كلمتى، يسعدنى أن أعلن عن تكريم فنانة استثنائية أثرت السينما والدراما العربية بأدوارها الصادقة والجريئة، ونجحت فى أن تجمع بين الموهبة الفطرية والاختيارات الواعية. وهى النجمة منة شلبى التى نحتفى بها بجائزة الإنجاز الإبداعى، ولا يفوتنى أن أتوجّه بالشكر العميق إلى كل فريق عمل المهرجان، كما أشكر المهندس نجيب ساويرس، والمهندس سميح ساويرس، على دعمهما المستمر. كما أحيى المدير التنفيذى للمهرجان عمرو منسى على جهوده الكبيرة، وأشكر الفنانة الكبيرة يسرا، واستحضر بالعرفان اسم انتشال التميمى، الحاضر دائما فى كل تفاصيل المهرجان".