قال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في العاصمة القطرية الدوحة، غدًا الإثنين، يمثل محطة فارقة في تاريخ العمل العربي والإسلامي المشترك؛ حيث تأتي في توقيت شديد الحساسية بعد العدوان الإسرائيلي الغادر على دولة قطر، وفي ظل متغيرات دولية وإقليمية تعيد رسم موازين القوى في المنطقة.
وأشار محسب إلى أن هذه القمة بمثابة تحدٍّ كبير لاختبار مدى قدرة الدول العربية والإسلامية على صياغة موقف موحد وفاعل في مواجهة السياسات التوسعية لإسرائيل، التي لم تكتف بجرائمها اليومية ضد الشعب الفلسطيني وإنما تعدت ذلك بالاعتداء على دولة ذات سيادة تلعب دور الوسيط النزيه.
وأوضح النائب أن قمة الدوحة تكتسب أهميتها من التقاء إرادة عربية وإسلامية واسعة مع الموقف الدولي الأخير، والمتمثل في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد بأغلبية ساحقة "إعلان نيويورك" بشأن تسوية قضية فلسطين وحل الدولتَين، وهو ما يعكس إدراك المجتمع الدولي خطورة السياسات الإسرائيلية على مستقبل الأمن والاستقرار العالمي، مؤكدًا أن قرار الأمم المتحدة الأخير يوفر أرضية قانونية وسياسية متينة يمكن البناء عليها خلال قمة الدوحة.
وقال محسب: العالم أصبح أكثر اقتناعًا بضرورة إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف النائب أن الشعوب العربية تنتظر من قمة الدوحة تبني خطوات عملية في ثلاث مسارات؛ أولها المسار القانوني من خلال تفعيل آليات مقاضاة قادة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، وثانيها المسار الدبلوماسي عبر توحيد الجهود في المحافل الأممية، وثالثها المسار السياسي الذي يفرض على العالم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كشرط أساسي لاستقرار المنطقة، مشددًا على أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ستظل الداعم الرئيسي لكل جهد عربي وإسلامي يرمي إلى تعزيز الموقف الفلسطيني، قائلًا: مصر كانت وما زالت في طليعة المدافعين عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وستعمل مع جميع الأطراف على تحويل مخرجات قمة الدوحة إلى خطوات ملموسة تحفظ الأمن الإقليمي وتعيد الأمل للشعوب العربية.