حروب عدة، وقائمة ممتدة من الاغتيالات والعمليات النوعية أقدمت عليها الولايات المتحدة منذ تفجيرات 11 سبتمبر 2001، على امتداد خرائط الشرق الأوسط، والذريعة حاضرة: «الحرب على الإرهاب». وهى الحجة التى كفلت لدولة الاحتلال ستارا سياسيا، وكانت بمثابة ذريعة مثالية لكل عدوان على الفلسطينيين، لتحقيق ما تدنى من الأهداف، والتوسّع فى الأرض المحتلة قطعةً قطعة، وتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها حينًا بعد حين.. فما إن أعلن الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش حربه ضد تنظيم القاعدة، حتى كان رئيس وزراء الاحتلال، أرييل شارون، على الموعد، ليلقّب رئيس السلطة الفلسطينية فى ذلك الحين، ياسر عرفات، بـ«بن لادن إسرائيل».. وما إن استباحت واشنطن بطائراتها وصواريخها وقاذفاتها ومفخخاتها الحدود، حتى كان الاحتلال حاضرًا فى استنساخ النموذج الأمريكى فى رام الله وغزة وبيروت وصنعاء وغيرها من عواصم كانت، قبل عقود، فى قوائم الآمنين.. فى السطور التالية، نجيب عن السؤال الشائك: كيف تحوّلت أمريكا من ضحية للإرهاب إلى راعٍ أول له؟.