خلاف على "كاب" كان الشرارة التي أشعلت فتيل خصومة دامية بين أسرتين في منطقة النهضة بالسلام، انتهت بمأساة مروّعة، بعدما استعان شاب بوالده وشقيقه للانتقام من زميله الطالب المعروف بين أصدقائه باسم "أوسا"، ليدفع الأخير حياته ثمنًا من مشاجرة عابرة إلى جريمة مروعة.
بدأت القصة بمشادة كلامية بين "موسى" و"أوسا" بسبب غطاء رأس، سرعان ما تحولت إلى اشتباك بالأيدي أمام المارة. تدخل بعض الأهالي لفض المشاجرة وحاولوا الصلح بينهما، لكن الخلاف ترك في النفوس رغبة في الثأر، خاصة لدى "موسى" الذي شعر بالإهانة بعد أن تعالت الأصوات وتجمهر الناس حولهما.
لم يحتمل "موسى" ما جرى، وقرر مواجهة خصمه بالاستعانة بوالده "شبانة" وشقيقه "محمد"، واجتمع الثلاثة على فكرة الانتقام، وجهزوا أسلحة بيضاء؛ سيف وسكين وعصا خشبية، واتجهوا نحو منزل "أوسا" حيث كان يقف أمامه.
بمجرد أن شاهد الثلاثة الشاب، باغته أحدهم بضربة قوية بعصا غليظة أطاحت به أرضًا، ثم انهالت عليه الضربات المتتالية. جروح قطعية نافذة مزقت جسده النحيل، ولم تمر دقائق حتى كان النزيف الغزير الناتج عن قطع في شريان ذراعه الأيسر كفيلًا بإنهاء حياته.
ارتفعت الصرخات وتجمع الأهالي، حاول البعض التدخل لكن الأسلحة البيضاء جعلت المشهد أكثر رعبًا، خصوصًا بعدما هددهم أحد المتهمين صارخًا: "اللي هيقرب هيموت".
خرجت الأم على صرخات الجيران لتجد ابنها غارقًا في دمائه. هرولت إليه، تستنجد بمن حولها لنقله إلى المستشفى، لكن كان الشاب لفظ أنفاسه الأخيرة.
وفور وقوع الحادث، كثفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من جهودها، وتمكنت من تحديد هوية الجناة وضبط الأب ونجليه المتورطين في الجريمة، وبحوزتهم الأدوات المستخدمة في الواقعة.
تحقيقات النيابة العامة، التي حملت رقم 1746 لسنة 2024 جنايات السلام أول، كشفت أن الخلاف نشأ بين "موسى" نجل المتهم الرئيسي والمجني عليه "أوسا"، قبل أن يتطور الأمر ويستعين الابن بوالده وشقيقه، ليبيتوا النية ويجهزوا أسلحة بيضاء بينها سيف وسكين وعصا خشبية، وينفذوا جريمتهم.
تقرير الطب الشرعي أوضح أن المجني عليه تعرض لضربات متتالية أحدثت جروحًا قطعية عميقة، أدت إلى قطع بالشريان العضدي الأيسر ونزيف غزير انتهى بوفاته في الحال.
وتداولت المحكمة على مدار عدة جلسات القضية، عرض خلالها الدفاع دفوعه، فيما استمعت هيئة المحكمة لمرافعة النيابة والشهود، حتى أسدلت الستار في النهاية على إعدام الأب "شبانة" شنقًا بالإجماع بعد موافقة المفتي، ومعاقبة نجليه "موسى" و"محمد" بالسجن المشدد 15 عامًا لكل منهما، على خلفية اتهامهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار.