في مثل هذا اليوم، 21 أغسطس من عام 1988، بدأت المذيعة ميرفت القفاص رحلة غير متوقعة غيّرت حياتها، عندما التقت للمرة الأولى بالموسيقار الكبير عمار الشريعي لتسجيل حديث إذاعي للبرنامج الأوروبي، لتتحول المقابلة المهنية إلى قصة حب فريدة انتهت بزواج استثنائي.
رافقت ميرفت في ذلك اليوم زميلتها المذيعة مرفت رجب، وبعد انتهاء الحوار، دارت بينهما دردشة عن الهوايات، اعترفت خلالها ميرفت بحبها للغناء منذ الصغر، لكنه حلم لم تتجرأ على ملاحقته. عرض عليها الشريعي أن يقوم بتدريبها على الغناء مقابل مساعدتها له في قراءة كتالوجات باللغة الإنجليزية، وهو ما وافقت عليه.
حيث كتبت من خلال صفحتها علي الفيس بوك " زي النهارده من ٣٧ سنه في ٢١ أغسطس ١٩٨٨، كنت علي موعد مسبق مع الموسيقار الشهير عمار الشريعي لتسجيل حديث اذاعي للبرنامج الاوروبي واصطحبت معي صديقتي المذيعة المعروفة مرفت رجب وبعد انتهاء الحوار بدأت الدردشة عن الهوايات وأفصحت له انني اهوي الغناء من الصغر ولكنني لم اجرؤ علي القيام بأي خطوه لتحقيق هذا الحلم فعرض علي ان يقوم هو شخصيا بتدريبي في مقابل ان اقرأ له بعض الكتالوجات باللغة الإنجليزية فنظرت ألي صديقتي التي أبدت الموافقة بعينيها. . ..وقد كان".
وأضافت زوجة الموسيقار قائلة "في اللقاء الاول قمت بالفعل بقراءه بعض الصفحات وهو ايضا استمع الي صوتي واعطاني بعض التدريبات ولكن بعد ذلك اخذ الموضوع مسار آخر اصبح بيننا مكالمات تليفونية طويله وسحرني بأسلوبه الجذاب في الحديث احسست انني امام شخصيه فريده تأخذني من عالمي المحدود لتدخل بي في حياه هذا العبقري الذي وصل الي هذه المكانه واثبت نفسه وسط العمالقه امثال بليغ حمدي والطويل والموجي بموهبته الربانيه التي اثقلها بالعلم والبحث عن الجديد"
وأكملت قائلة "هذا العبقري عندما بدأ في السبعينيات اعتمد علي نفسه تماما فوالدته لم تكن راضيه عن احترافه للموسيقى بعد انتهاءه من دراسته في كليه الآداب قسم لغة انجليزيه وارغمته علي ترك المنزل اذا لم يتراجع ولكنه ترك بيت العائلة وبدأ من الصفر وفي فتره قصيرة أصبح له دخل من العزف في الأفراح والملاهي الليلية يجعله يستطيع العيش بمفرده ليحقق احلامه في الموسيقى".
وأشارت "واذا رجعنا الي طفوله عمار فبالرغم انه كان الوحيد بين اشقائه فاقد البصر منذ ولادته ولكنه لم يتلقي اهتمام زائد بسبب هذه الاعاقة علي العكس ففي سن السادسة تم الحاقه بمدرسه داخليه للمكفوفين ومن هنا تعلم الاعتماد علي النفس وكان انتمائه لزملائه بالمدرسة يفوق انتماءه للعائلة وذلك يتضح من حكاياته عن حياته المدرسية وعن تأثير اساتذته بالمدرسة علي شخصيته وعن اصدقاء المدرسة الذي ظل وفيا لهم حتي الممات ولذلك لم يجد صعوبة في العيش بمفرده بعد ترك بيت العائلة".
واكملت القصة قائلة "وتوالت اللقاءات بيننا وكانت هذه الفترة في حياه عمار مليئة بالنجاحات حيث حقق شريط ارجوك اوعي تغير للطيفة نجاحا كبيرا وقدم مطربه جديده في ذلك الوقت هي هدي التي لقبت بهدي عمار وفي السينما قدم الاراجوز ولحن اغنيتين للنجم عمر الشريف بالإضافة للدراما التليفزيونية والنجاح الغير مسبوق لموسيقي رأفت الهجان وفوازير نيللي…. الخ ..وفي عام١٩٨٧ قبل تعارفنا بعام واحد كان عمار قد اجري عمليه قلب مفتوح في انجلترا اجراها له د مجدي يعقوب وهذه احد الاسباب التي اطالت الفتره بين الحب والزواج فكان عنده احساس ان عمره قصير وعايز يعيش العمر الباقي بدون قيود تأثر علي فنه ..وبعد مرور سنتين احساسي قاللي اننا حنكمل الحياه سويا برغم ان كل الاصدقاء اللي كانوا علي علم بقصتنا كان رأيهم مختلف باسثناء الاستاذ لويس جريس رحمه الله عليه الذي كان رأيه ان هذه القصه ستنتهي نهايه سعيده في يونيه ١٩٩٠ كنت مدعوه لحضور برنامج اعلامي بالولايات المتحده مدته شهر، وقلت لعمار دي فرصه ها نبعد عن بعض شهر ونشوف احنا عايزين نكمل ولا لأ".
وأضافت "وقد كان ..اول ما رجعت قاللي حددي ميعاد مع اهلك وكان مجرد تعارف لأثبات حسن النيه وبعد ها بفتره قصيره طلب مني انزل اشتري الشبكه وقاللي احنا مش هنعمل خطوبه اول ماخلص الشغل اللي ورايا هنتجوز علي طول اشريت الشبكه لكن مالبستهاش وكنا في شهر ديسمبر ١٩٩٠ وكان عمار ابتدا شغل رمضان وانتهي منه في ابريل ٩١ وقال ايه رأيك ماتعملش فرح ونعمل عشاء للعائلتين في أوتيل وبعدها نسافر لقضاء شهر العسل وانا ما كانش عندي مانع وحاولت اقناع امي انه يبقي عشاء فقط من غير رقص وطبل وعمار كان عندنا في البيت قبل ميعاد الزواج باسبوع وقال لأمي ايه رأيك في يوم الإثنين القادم..امي اتصدمت من تحديد الميعاد بهذه السرعه وقالت له مش مانلحق نشتري فساتين وحاتجهزوا البيت امتي ؟"
واكملت "عمار قال لها قدامك اسبوع لشراء الفساتين وانا بعد الجواز هسافر تاني يوم مع صديقه الشيخ زكي يماني و مرفت هاتستني تشوف العمال لتجهيز البيت وتشتري الموبيليا علي ذوقها وتحصلني بعدها باسبوع علي لندن وهنطلع بعدها امريكا ولما نرجع يكون البيت خلص عمار فجأه بقي متحمس ومستعجل وانا كنت مبسوطه من حماسه وطريقته في اقناع امي خلال الاسبوع نزلنا انا وعمار اتفرجنا علي مطاعم للعشاء العائلي لكن لم نختار شيئا منها
عمار طلب مني اتفرج علي قاعه في الشيراتون وقام مدير الفندق بعمل جوله بالقاعه وكان بيشرح لي هنا الكوشه والورد قلت له لا مفيش كوشه ده مجرد عشاء مع العائلتين واحنا هنقعد معاهم علي الترابيزه ثم قال وهنا حيكون المسرح عشان النمر اللي هتشارك في احياء الفرح قلت له مفيش نمر ده مجرد عشاء عائلي".
واختتمت حدثها "وذهبت لعمار عشان اقول له اني شفت القاعه وكانت المفاجاة عمار يجلس بين شقيقه علي وبين متعهد الحفلات وعلي التليفون سمير صبري وكانوا بيعملوا بروجرام الفرح قلت له هو احنا هنعمل فرح؟؟ قال لي كل الناس لاموني يعني ايه ماعملش فرح وانتي ذنبك ايه؟ ده كان يوم السبت والفرح يوم الاثنين ولسه محتاجه اشتري فستان فرح وبما انه بقي فرح مش عشاء لازم اعزم زملائي وقياداتي في العمل وطبعا احنا ما طبعناش دعوات فكنا بنعزم بالتليفون والناس مش مصدقين ان احنا بنعمل كل شيءٍ في أخر دقيقة وطبعا في ناس ملحقناش نعزمها ومع كل ده بالنسبه لنا كان احلي فرح في الدنيا".