أكد الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، أن رفض الاحتلال الإسرائيلي للمقترح المصري ـ القطري لوقف إطلاق النار كان أمرًا متوقعًا، في ظل رغبة تل أبيب المتزايدة في فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال ينفذ خطة عسكرية تحت مسمى "عربات جدعون الثانية" تستهدف تهجير ما لا يقل عن مليون فلسطيني باتجاه البحر، مع وجود تفاهمات مع بعض الدول لاستيعاب المهجرين.
وأوضح فارس في تصريح لـ"اليوم السابع " أن إسرائيل تتخذ من حركة حماس ذريعة لاستمرار عملياتها العسكرية وتنفيذ مخطط التهجير، لافتًا إلى أن الاحتلال سبق وأن وافق قبل نحو عام على مقترح أمريكي مشابه للمقترح المصري القطري الحالي، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات.
وأضاف أن أهمية المقترح المصري القطري في هذا التوقيت تكمن في توافقه التام مع المقترح المعروف بـ"ويتكوف" الذي تم طرحه سابقًا، دون أي اختلاف جوهري، ما يؤكد جدية الجهود المصرية في التوصل إلى تسوية حقيقية.
وشدد "فارس" على أن مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، بل بدأت تتخذ مسارًا جديدًا يقوم على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، من خلال تعزيز الوجود الفلسطيني عبر دعم السلطة الفلسطينية داخل القطاع، والتنسيق مع القيادة الفلسطينية، إضافة إلى تدريب قوات فلسطينية لنشرهم في غزة.
وأشار إلى أن القاهرة ستواصل تحركاتها من أجل خلق ضغوط دولية متزايدة على حكومة نتنياهو، وخاصة من جانب الإدارة الأمريكية، لوقف مخطط التهجير وتفعيل المقترح الأمريكي المطروح مسبقًا لوقف إطلاق النار.
واختتم مؤكداً أن "الكرة الآن في الملعب الأمريكي الإسرائيلي، وعلى واشنطن أن تتحمل مسؤولياتها في وقف العدوان ومنع كارثة إنسانية جديدة".