أكد المهندس حازم الجندي، مساعد رئيس حزب الوفد، وعضو الهيئة العليا، أن ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك بين الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، و نظيره السوداني الدكتور كامل الطيب إدريس، يعكس بوضوح الدور التاريخي الذي تلعبه مصر في دعم القضايا العربية، سواء في السودان أو فلسطين، مشددا على أن هذا النهج ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لسياسة مصرية ثابتة تقوم على دعم الاستقرار، وحماية الأمن القومي العربي، والوقوف إلى جانب الأشقاء في أوقات الأزمات.
وقال "الجندي"، إن كلمات رئيس الوزراء السوداني التي حملت الشكر والتقدير لمصر رئيسا وحكومة وشعبا على استضافتها للملايين من أبناء السودان في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادهم، هي شهادة جديدة على أن القاهرة لا تتعامل مع الأزمات العربية من منظور المصالح الضيقة، بل من منطلق الأخوة والمصير المشترك، مشيرا إلى أن هذا الموقف يتسق تماما مع ما تقوم به مصر من جهود دبلوماسية وإنسانية وسياسية لدعم القضية الفلسطينية ورفض سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته.
وأضاف عضو الهيئة العليا للوفد، أن المشترك بين الحالتين السودانية والفلسطينية هو أن مصر تتحرك بمنطق المسؤولية الإقليمية، فهي تدرك أن أمن السودان واستقراره جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وأن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب وحده، بل قضية أمة بأكملها، وبالتالي فإن القاهرة تتحمل أعباء ضخمة سياسيا وإنسانيا وأمنيا للحفاظ على وحدة الصف العربي ودفع أي محاولات لتمزيقه.
وأوضح "الجندي"، أن هذه التحركات تمثل ردا عمليا على كل المشككين في الدور المصري، فالدبلوماسية لا تقاس بالشعارات أو بالمواقف الإعلامية فقط، بل بالأفعال الملموسة على الأرض، ومصر على مدار تاريخها لم تتخل عن أشقائها في أي محنة، بدءا من استقبال مئات الآلاف من اللاجئين العرب والأفارقة، مرورا بالتحركات الإقليمية الفاعلة لحل النزاعات، وصولا إلى المبادرات الإنسانية العاجلة لدعم المتضررين في مناطق الصراع.
وأشار مساعد رئيس حزب الوفد، إلى أن المؤتمر الصحفي الذي شهد تأكيدا من الجانبين المصري والسوداني على التوافق الكامل في القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، يرسل رسالة واضحة بأن القاهرة لا تتحرك منفردة، بل تسعى لبناء تحالفات عربية قوية قادرة على مواجهة التحديات المشتركة، وهو نفس المنطق الذي تتبناه مصر في ملف القضية الفلسطينية، من خلال العمل المشترك مع الدول العربية والإسلامية لحشد الدعم الدولي ورفض سياسات الاحتلال.
وشدد المهندس حازم الجندي، علة أن ريادة مصر الإقليمية لا تأتي بالصدفة، بل هي نتيجة لرؤية استراتيجية ثابتة، تقوم على أن أمن واستقرار العالم العربي هو الضمانة الحقيقية لأمنها القومي، وأن دعم قضايا الأشقاء في السودان وفلسطين ليس خيارا، بل واجبا تاريخيا وأخلاقيا ستظل مصر ملتزمة به مهما كانت التحديات.