تحدث الإعلامي والناقد الفني جمال فياض ، عن مقابلته الأخيرة مع الموسيقار والفنان الراحل زياد الرحباني الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، مسببا صدمة كبيرة للوسط الفني.
وقال فياض: "آخر مرة التقيت فيها زياد كانت من حوالي سنتين أو ثلاث، سألته: شو عم تعمل؟، فقال لي: ما عم بعمل شي، ولا إلي نفس أعمل شي، ملتزم بأوامر الطبيب مية بالمية".
وأضاف: "قال لي إن صحته منيحة حاليًا، لكنه كان يعاني سابقًا من مشاكل بالكلى والكبد، وكان مهملًا بصحته لدرجة أن طبيبه قال له حرفيًا: يا بتلتزم يا الله يرحمك، مشيرا إلى أن زياد الرحباني رفض في السنوات الأخيرة عدة عروض لإحياء حفلات في القاهرة ودمشق، بما في ذلك عروض من دار الأوبرا السورية، لافتا إلى أنه أخبره أنه مزاجه ليس جيدا، وأنه قرر التوقف عن الحفلات كليًا".
وتطرّق فياض إلى مشروع فني لم يرَ النور، حيث قال: "كنت سمعت من المنتج الراحل أحمد موسى، عن وجود مجموعة أغاني جديدة جاهزة بصوت السيدة فيروز من ألحان زياد، لكن زياد أكد لي أن الأغاني لم تكتمل لأن فيروز لم تسجل صوتها عليها بالكامل، وقال: لما الماما بتقرر تنزلهم، رح تنزل".
واشتهر زياد الرحباني بمسرحياته التي عكست الواقع اللبناني بأسلوب ساخر وذكي، حيث تميّزت أعماله بالجرأة والتحليل العميق للمجتمع، إلى جانب موسيقاه الحديثة التي أدخلت عناصر الجاز والأنماط الغربية إلى النغمة الشرقية بأسلوب طليعي.
وعُرف زياد الرحباني بمواقفه السياسية الواضحة، وكان من أبرز الأصوات الفنية اليسارية في العالم العربي، حيث تبنى التوجه الشيوعي فكريًا وفنيًا، وجعل من أعماله منبرًا يعكس قضايا الإنسان العربي في ظل الحرب، والقمع، والتناقضات الاجتماعية.