قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال، بل تكليف يحمّل الرجل مسؤوليات كبيرة مثل الإنفاق والحماية والتوجيه بالحب، مشيرة إلى أن التقصير في هذه الواجبات يسقط هذا الحق عنه.
خلال حوارها في بودكاست "السر" مع الإعلامية إيمان أبو طالب، أضافت صالح أن القوامة يمكن أن تنتقل للمرأة إذا قامت بدور الرجل في تحمل المسؤوليات، مستندة إلى تفسير الآية القرآنية التي تؤكد تفضيل بعض الناس على آخرين دون تمييز جنسي.
وتابعت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن الله خلق الرجل والمرأة كجزء متكامل، مما يعني أن القوامة تعتمد على الأداء وليس الجنس وحده، مؤكدة أن الرجل الذي يتكاسل بينما تعمل زوجته ليس جديرًا بهذا التكليف.
أشارت صالح إلى وجود نوعين من النساء في الشريعة: الصالحات القانتات اللواتي يحفظن أزواجهن في غيابهم، وهناك الناشزات اللواتي قد يتسبب الرجل نفسه في نشوزهن بحرمانهن حقوقهن.
وأوضحت أن التعامل مع النشوز يبدأ بالموعظة والحوار العقلاني لاستعادة الانسجام الأسري، مشددًا على أهمية الصبر قبل أي إجراء آخر.
وأكملت الدكتورة سعاد صالح،: "الهجر في المضجع حال إصرار الزوجة على النشوز قد يكون خيارًا، لكن يجب أن يتم بحساسية لتجنب الإضرار النفسي بالمرأة.
وأضافت أن الضرب، إن لزم الأمر، يجب أن يكون رمزيًا كما فسر الفقهاء باستخدام سواك دون إيذاء، لكنها رفضت هذا النهج مؤكدة أن الشريعة تستمد من القرآن والسنة، ويجب الرجوع إلى سيرة النبي مع زوجاته كمثال للتعامل بالرفق.
وأشارت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إلى أن النبي كان يتعامل بحكمة مع زوجاته حتى في أوقات الخلاف، داعية إلى دراسة هذا النموذج لفهم القوامة الحقيقية.
وأشارت إلى أن الرسول لم يكن يفرق بينهن في العدل، حتى عند شعورهن بالحرمان، مما يعكس التوازن الذي يجب أن يسود العلاقة الزوجية.