كتب - عمرو صالح:
أطلقت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، اليوم، بمحافظة الإسماعيلية، فعاليات الحملة المكبرة للسيطرة على مرض السعار، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال الأبحاث وتطوير الأدوية البيطرية.
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وجهود الهيئة للتصدي لمرض السعار الذي ينتقل عن طريق الكلاب، وذلك في أول شراكة من نوعها بين القطاعين الحكومي والخاص، ضمن بروتوكول التعاون الموقع بين الهيئة العامة للخدمات البيطرية وشركة "بوهرنجر إنجلهايم" للتصدي المشترك للمرض.
وشهدت محافظة الإسماعيلية فعاليات الإطلاق التنفيذي للحملة على أرض الواقع، لتحصين الكلاب الضالة ضد مرض السعار، على أن تمتد الحملة لتشمل جميع المحافظات، إلى جانب سلسلة من ورش العمل، والبرامج والحملات الميدانية التوعوية حول خطورة المرض، وطرق الوقاية منه، وآليات التعامل مع حوادث العقر. كما تشمل الحملة إجراء حصر شامل لأعداد الكلاب الضالة في المناطق المستهدفة، بناءً على خرائط الإصابة بحالات العقر، وشكاوى واستغاثات المواطنين، إلى جانب تنفيذ حملات تحصين باستخدام لقاح السعار المقدم من الشركة العالمية.
وشهد فعاليات الإطلاق كل من اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، والمهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، والدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وممثلو الشركة، بحضور مدير مديرية الطب البيطري، وقيادات الهيئة والأطباء البيطريين المشاركين في الحملة.
من جانبه، ثمّن محافظ الإسماعيلية انطلاق هذه الشراكة من المحافظة، مؤكدًا أنها تمثل خطوة مهمة للتصدي للمخاطر الصحية العامة لمرض السعار في مصر، وتؤكد على التزام الدولة، بكافة أجهزتها، بحماية صحة المواطن والحفاظ على التوازن البيئي والصحي.
وأشاد جلال بجهود وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في مكافحة الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، من خلال حملات التطعيم، وجهود التوعية، وتوسيع بروتوكولات التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.
كما أعرب عن تقديره للحملة المشتركة، لما تحققه من نتائج فعالة ومستدامة للحد من انتشار مرض السعار، خاصة في المناطق الريفية ومناطق الكثافة الحيوانية.
من جهته، أكد المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، أهمية هذه الحملة المشتركة كخطوة استراتيجية للحد من مرض السعار، لافتًا إلى أن الوزارة تقدم كل الدعم اللازم للهيئة العامة للخدمات البيطرية لتنفيذ المبادرات الحيوية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة، وتعكس التزام الدولة بتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وأشار إلى أن تكاتف الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص يُعد نموذجًا يحتذى به في تعزيز القدرات الوطنية لمواجهة التحديات، مؤكدًا أن النجاح في السيطرة على مرض السعار يعتمد على التخطيط العلمي والتنفيذ الميداني الفعّال، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.
وأضاف الصياد أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتوسيع نطاق حملات التحصين لتشمل كل المحافظات، وتكثيف برامج التوعية لتثقيف المجتمع حول أهمية الوقاية من الأمراض الحيوانية التي قد تؤثر على صحة الإنسان، مؤكدًا أن الوزارة تعمل باستمرار على تطوير البرامج الداعمة لصحة الحيوان، لضمان بيئة صحية وآمنة للجميع، معربًا عن ثقته في قدرة الفرق البيطرية على تحقيق أهداف الحملة بكفاءة.
بدوره، أكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن مرض السعار، رغم كونه من أكثر الأمراض خطورة، يمكن الوقاية منه بشكل كامل، مشيرًا إلى أهمية التعاون الوثيق بين القطاعات المختلفة لتحقيق الهدف المنشود بالقضاء على المرض.
وأضاف أن الهيئة تدرس جميع سبل التعاون لتطوير استراتيجية مكافحة السعار، بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية التي تهدف إلى القضاء عليه بحلول عام 2030، مؤكّدًا التزام الهيئة بتعزيز صحة الحيوان في مصر، وحماية صحة الإنسان من الأمراض المشتركة.
وشدد الأقنص على أن رفع الوعي العام يُعد من أهم عناصر التصدي للمرض، إذ تعمل الهيئة على توعية المجتمع بمخاطر السعار وطرق انتقاله، مع التركيز على حماية الشباب والأطفال باعتبارهم الأكثر عرضة للإصابة، إلى جانب تعزيز ثقافة الرعاية المسؤولة للحيوانات الأليفة، وخاصة تطعيم الكلاب.
من جانبه، قال محمود المهدي، رئيس قسم صحة الحيوان في شمال شرق وغرب أفريقيا بشركة "بوهرنجر إنجلهايم"، إن مرض السعار لا يزال يمثل تهديدًا عالميًا رغم إمكانية الوقاية منه باللقاحات، ويتسبب في وفاة آلاف الأشخاص سنويًا، لا سيما بين الأطفال. وأكد امتلاك شركته للخبرات والأدوات اللازمة لدعم جهود الوقاية من المرض.
وأضاف أن الشراكة مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية ستسهم بشكل كبير في التصدي لهذا التهديد، وحماية الشارع المصري من المرض، بما يعزز الصحة العامة للإنسان والحيوان معًا.