شن الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، هجوما عنيفا على من يقولون بأن خلع الزوجة من زوجها على يد القاضي لا يجوز وأن الزوج لابد أن يطلق زوجته بنفسه ولا يجوز تطليقها على يد قاضي، وإذا حدث وتم تطليقها وتزوجت من زوج آخر تصبح زانية.

وقال الهلالي خلال حلقة من برنامج "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، رئيس تحرير "مجموعة أونا الإعلامية" (التي تضم مواقع مصراوي، يلا كورة، والكونستلو، وشيفت): هؤلاء مرجفون ويعبثون بالفقه ويعيثون في الأرض فسادا.

وأضاف الهلالي: "هؤلاء أخذوا بأبي حنيفة وتركوا مذهب الشافعي ومالك وأحمد والظاهرية في هذه القضية."

وتابع الهلالي: "القانون يأخذ بمذهب أبي حنيفة في الزواج، ويأخذ بمذهب جمهور الفقهاء في الخلع. ورأى القانون أنه لو أخذنا بمذهب أبي حنيفة في الخلع، يمكن للزوج أن يتعسف ويرفض. في هذه الحالة، يمكن للمرأة أن تظل رهينة للزوج. هل ترضى أن تكون ابنتك رهينة لزوجها مدى الحياة؟ رغم أن باقي المذاهب قالوا: إذا تعنت الزوجة، يمكن للقاضي أن يطلق.

وأكمل الهلالي: كثيرًا ما نسمع من هؤلاء؛ 'خليكم مع الجمهور'، ولكن عندما يقول الجمهور رأيه في هذه المسألة، نجد الأمور الآن كخة! كل هذا لأجل كيف أشكك الجمهور المصري في قانونه واختياراته الفقهية، وهذه لعبة سياسية."

وواصل الهلالي: "الفكر متعدد، ومن حق ولي الأمر - وهو القانون - أن يختار ما يصلح للمجتمع."

وضرب الهلالي مثالًا بغرق العبارة: "ما حكم المفقودين في هذه الواقعة؟ ومتى تُصدر شهادة وفاتهم؟ جمهور الفقهاء قالوا بمرور زمن لا يعيش مثله، أي حوالي 60 أو 70 سنة، والمالكية قالوا أربع سنوات، بينما قال أحد التابعين بمرور شهر واحد، وهو ما أخذ به القانون."

وحل الدكتور سعد الدين الهلالي ضيفا على الحلقة الثانية من برنامج "أسئلة حرجة" الذي يقدمه الكاتب مجدي الجلاد، وتحدث حول عدد من القضايا الفقهية الشائكة مثل التنمر الديني والفقهي وحكم الحجاب وحلق اللحية ورأيه في تنبؤات ليلى عبداللطيف وغيرها من القضايا.