بداية الكارثة
تلقت غرفة عمليات النجدة، مساء الإثنين، بلاغًا باندلاع حريق في مبنى سنترال رمسيس الكائن في نطاق قسم الأزبكية، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية إلى موقع الحريق.
ودفعت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بـ17 سيارة إطفاء وعدد من خزانات المياه الاستراتيجية و10 سيارات إسعاف، وعلى مدار نحو 24 ساعة، بذلت القوات جهودًا مكثفة للسيطرة على النيران التي تجدد اشتعالها 4 مرات خلال محاولات التبريد، نتيجة احتراق كميات ضخمة من الكابلات وأسلاك الكهرباء داخل المبنى.
تفاصيل الخسائر
كشفت المعاينة الأولية التي أجراها فريق من النيابة العامة ومصلحة الأدلة الجنائية أن النيران اندلعت أولًا في الطابق العلوي من المبنى الرئيسي المكون من 11 طابقًا، ثم امتدت إلى المبنى الملحق به المخصص للاتصالات الدولية والمكون من 6 طوابق.
ورصدت النيابة وفريق الأدلة الجنائية تلفيات كبيرة في التمديدات الكهربائية واحتراق كابلات رئيسية ومعدات فنية متقدمة، ما أدى إلى انقطاع عدد من الخدمات جزئيًا في بعض المناطق.
كما ناظرت النيابة جثامين 4 موظفين لقوا مصرعهم أثناء تأدية عملهم، وأمرت بندب مصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الظاهري عليهم وسحب عينات الحمض النووي، بالإضافة إلى التصريح بدفنهم بعد استكمال الإجراءات القانونية.
سبب الحريق.. ماس كهربائي
كشفت التحقيقات الأولية والمعاينة الفنية أن سبب الحريق يرجع إلى ماس كهربائي شبّ في أحد الطوابق نتيجة خلل في شبكة الكهرباء الداخلية، ورغم تفعيل الإطفاء الذاتي إلا أنه فشل في مجابهة النيران بسبب شدتها.
تحرك النيابة العامة
انتقل فريق من أعضاء النيابة العامة بالقاهرة، لإجراء المعاينة فور إنتهاء قوات الحماية المدنية من عمليات التبريد، كما انتقل فريق آخر إلى المستشفيات لسماع أقوال المصابين.
وأعلنت النيابة العامة فتح تحقيق موسع في الحادث، وشددت على ضرورة مراجعة اشتراطات السلامة المهنية والحماية المدنية داخل المنشأة، للوقوف على مدى الالتزام بها من قِبل المسؤولين.
كما أمرت النيابة العامة بالتحفظ على أجهزة المراقبة الآلية ووحدات التخزين الخاصة بها، وندبت لجنة خماسية من أساتذة كلية الهندسة لمعاينة البنية التحتية لخوادم وأنظمة الشبكات والمولدات والبطاريات وكافة الأنظمة والشبكات الكائنة بالمبنى محل الحريق وملحقاته؛ لبيان مدى مطابقتها للأكواد المعمول بها في هذا الشأن
أبطال خلف الدخان
وعلى مدار يوم كامل، قدّم رجال الحماية المدنية ملحمة بطولية للسيطرة على الحريق ومنع امتداده للعقارات المجاورة، واستمر تواجدهم في موقع الحادث لإجراء عمليات التبريد والفحص لمدة تجاوزت الـ24 ساعة لإجراء عمليات التبريد ومنع تجدد اشتعال النيران.
توقف الخدمات
في أعقاب الحريق الهائل الذي اندلع بمبنى سنترال رمسيس الرئيسي، تأثرت بعض خدمات الاتصالات والإنترنت في عدد من المناطق نتيجة تضرر كابلات وأجهزة الاتصالات داخل المبنى.
وشملت التأثيرات أيضًا بعض خدمات الدفع الإلكتروني والمعاملات البنكية المرتبطة بالبنية التحتية للاتصالات، وتم استعادة الخدمة تدريجيًا وسط جهود من الشركة المصرية للاتصالات من خلال مراكز تبادلية بديلة وشبكات دعم فني.