قال المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، إن ثورة 30 يونيو كانت طوق نجاة لشعب بأكمله من مخطط إقليمي ودولي هدفه تفكيك مصر وإسقاطها في مستنقع الفوضى والعنف، على يد جماعة لا تؤمن بالدولة ولا بالمواطنة، وإنما بالتمكين والاستحواذ، مؤكدا أن عام حكم جماعة الإخوان كشف عن حقيقة التنظيم الذي لطالما أخفى وجهه الحقيقي، فبمجرد وصولهم إلى سدة الحكم أداروا ظهرهم للديمقراطية التي جاءوا من خلالها، وبدأوا في تنفيذ مشروعهم للتمكين، والذي تضمن إحكام قبضتهم على مفاصل الدولة، واقتلاع كل من يعارضهم من مؤسساتها، تحت شعار "أخونة الدولة".
وأشار "الجندي"، إلى أن الإخوان لم يسعوا لإصلاح أو تطوير البلاد كما زعموا، بل سعوا لتحويل الدولة إلى "إقطاعية دينية" تدار بعقلية التنظيم السري، فتم السطو على الدستور، وتهميش القضاء، ومهاجمة الصحافة والإعلام، بل والتهديد المباشر للمعارضة السياسية، قائلا: "ما ارتكبه الإخوان ليس مجرد أخطاء في التقدير لكنهم يعلمون تمامًا ماذا يفعلون، كانوا يقودون البلاد عمدًا نحو صدام مجتمعي شامل".
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن جرائم الجماعة لم تكن خفية على الشعب المصري بل كانت علنية، بدءا من مجزرة الاتحادية، مرورا بخطاب التهديد المباشر الذي ألقاه مرسي في "استاد القاهرة"، حين تحدث عن أن هناك من "يحاول العبث.. وسيندمون"، في إشارة صريحة إلى التحريض على العنف، وانتهاء بتحالفهم مع جماعات إرهابية في سيناء، وغض الطرف عن نشاطها لابتزاز الدولة ومؤسساتها، مؤكدا أن الشعب المصري بكل فئاته شعر بالخطر الداهم، ليبدأ التحرك الشعبي الأوسع وهو حملة تمرد لجمع توقيعات سحب الثقة من مرسي.
وأشار "الجندي"، إلى أن الغضب الشعبي وصل ذروته في 30 يونيو، حين خرج أكثر من 30 مليون مصري إلى الشوارع والميادين مطالبين بإسقاط حكم الجماعة الإرهابية، مشددا على أن تدخل القوات المسلحة في 3 يوليو، استجابة لإرادة الشعب، أنقذ مصر من مصير مشابه لسوريا أو ليبيا، حيث كان مخططا إشعال صراع داخلي مسلح، وجر البلاد إلى حرب أهلية، خاصة بعد تلويح قادة الإخوان مرارا بـ"أنهار من الدم" في حال سقوطهم.
ولفت "الجندي"، إلى أن 30 يونيو كان نقطة تحول في تاريخ الدولة المصرية، حيث بدأت خطوات حقيقية لإعادة بناء المؤسسات، وإصلاح الاقتصاد، واستعادة الأمن، والتصدي للإرهاب بكل حسم، موضحا: "كان على الدولة أن تواجه الإرهاب على الأرض، وتعيد الثقة في نفسها أمام المجتمع الدولي، وتثبت أنها لا تسقط بسهولة"، مشيرا إلى أن مصر نجحت في تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي هو الأجرأ في تاريخها، وبدأت تنفيذ مشروعات قومية ضخمة خلقت بنية تحتية متطورة، وفرص عمل، ونموا اقتصاديا ملموسا، رغم كل التحديات العالمية.
وشدد النائب حازم الجندي، على أن ثورة 30 يونيو كانت ملحمة وطنية، وبداية عصر جديد في تاريخ مصر، عصر استعادة الكرامة الوطنية، والدولة المستقلة، التي لا ترضخ للضغوط الخارجية، ولا ترهن قرارها لأي طرف، مشددا على أن الشعب المصري يملك من الوعي ما يحصنه ضد محاولات التشويه، وأن من يراهن على نسيان 30 يونيو فهو واهم.