من أخطر الأسلحة التي استخدمتها جماعة الإخوان الإ رهابية كان توظيف الدين لأهداف سياسية، فبدلًا من تقديم مشروع وطني جامع، حاولت الجماعة احتكار الدين واستخدامه كغطاء لشرعية زائفة، فصورت نفسها على أنها "حزب الله" وكل من يعارضها "عدو للإسلام".
على المنابر، استخدموا خطابًا دينيًا مشحونًا بالعاطفة لتخدير عقول البسطاء، وخلق حالة من الخوف المقدس من معارضة "الحاكم المسلم"، حتى أن بعض قياداتهم روّجوا أن طاعة الرئيس مرسي واجبة دينيًا، وأن الخارجين عليه "خارجون على الشرع".
كما استخدموا الدين في تشويه خصومهم السياسيين، فوُصِف المعارضون بأنهم "علمانيون وكفار" و"أعداء المشروع الإسلامي"، مما زاد الانقسام المجتمعي. ولم يكتفوا بذلك، بل عملوا على أخونة المؤسسات، خاصة وزارة الأوقاف والتعليم والإعلام، لضمان استمرار السيطرة الفكرية.
هذا الاستخدام الخبيث للدين لم يكن هدفه نشر الفضيلة، بل ترسيخ الولاء للتنظيم لا للوطن، وزرع الطاعة العمياء، وهو ما مثّل تهديدًا حقيقيًا لفكرة الدولة المدنية الحديثة.