يحل اليوم الإثنين ذكرى وفاة المخرج الكبير عاطف الطيب ، والذى ولد في محافظة سوهاج، وتخرج من المعهد العالي للسينما عام 1970، وبدأ مشواره كمساعد مخرج لدى أسماء كبيرة مثل شادي عبد السلام ويوسف شاهين، أصبح عاطف الطيب عدسة صافية تلتقط نبض الشارع المصري، وتعيد صياغته بصدق موجع وجرأة نادرة، لم يكن صانع أفلام فحسب، بل كان شاهدًا على عصرٍ مختلف، ومترجمًا لغضب الناس وهمومهم بلغة فنية لا تخلو من الحزن والاحتجاج، وجعل من أفلامه سجلاً حقيقياً لمعاناة البسطاء.
عاطف الطيب لم يعش طويلاً، لكنه صنع في سنواته القليلة ما يعجز عنه الكثيرون في عقود؛ ترك إرثًا صادقًا لا يزال يُشاهد وكأنه صُوّر بالأمس، لأنه ببساطة، كان يُخرج من قلب مصر، لا من رفوف الخيال.
الطيب أحد ابرز المخرجين المميزين في السبعينيات والثمانينات، ركّزت أفلامه على معاناة الطبقة المتوسطة مستخدمًا أسلوبًا دراميًّا جريئًا، قدم أول فيلم روائي له الغيرة بعنوان القاتلة عام 1982، ثم قدم سواق الأتوبيس1983 والبريء 1986والزمار 1985والهروب 1991وليلة ساخنة 1991.
نال سواق الأتوبيس اعتراف النقاد كأحد أبرز الأفلام بعد ثورة 1952، وكرّم الطيب في مهرجان القاهرة عن ليلة ساخنة، خلّف إرثًا سينمائيًا غنيا، حيث تُعد مساهماته في الواقعية الحديثة علامة فارقة وأثّرت في جيل كامل من صنّاع السينما.
توفي عاطف الطيب بطريقة مفاجأة عن عمر يناهز 47 عامًا بعد مضاعفات إجراء جراحي لعلاج القلب .