أكدت وزيرة البيئة، الدكتورة ياسمين فؤاد، أن ملف البيئة أصبح يشكل أولوية وطنية في ظل توجيهات القيادة السياسية، مشيرة إلى أنه لم يعد مقتصرا على البُعد البيئي فقط، بل أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بالصحة العامة، والتنمية الاقتصادية، و الأمن القومي ، بما يضمن الحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.
وأوضحت وزيرة البيئة خلال اجتماع لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، اليوم، والتي ترأستها النائبة رشا رمضان، أن عام 2018 شهد بداية تغيير اللغة والأفكار المرتبطة بالبيئة، لاسيما وسط توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بربط ملف البيئة بالشق الاقتصادي، وهو ما تحقق عبر مبادرة "اتحضر للأخضر"، التي شكلت انطلاقة حقيقية في 3 مسارات مهمه منهما خفض التلوث، وإدارة المخلفات الصلبة.
وضربت الوزيرة مثالا بمنظومة قش الأرز التي تحولت من مشكلة بيئية إلى فرصة اقتصادية، قائلة: "كنا نفرض غرامات لكننا فكرنا في تحويل المنظومة إلي فرص اقتصادية، ووفرنا المعدات وحولنا القش إلى أعلاف وأسمدة، واشترينا في البداية الطن بـ50 جنيها، ثم أصبحت له جدوى اقتصادية، ووصلت الأرباح إلي 1.2 مليار جنيه خلال الموسم الواحد".
واستعرضت الوزيرة أهم إنجازات الوزارة، ومنها إصدار قانون المخلفات الجديد بعد مناقشات مثمرة بمجلس النواب الذي كان شريكاً مهما في خروجة للنور، مشيرة إلى أن الدولة تنشئ البنية الأساسية مثل المدافن والمصانع، فيما يتولى القطاع الخاص التشغيل والإدارة".
وذكرت ياسمين فؤاد، أنه الفتره الماضية شهدت إنشاء 37 مدفنا صحيا و60 محطة وسيطة، مشيدة بدور لجنتي الطاقة والإدارة المحلية في البرلمان في دعم التشريعات البيئية.
وأكدت فؤاد، أن الوزارة نجحت في خفض تلوث الهواء بل وتجاوز النسب المستهدفه، وربطت هذا الإنجاز بعدد من الملفات الهامة ومنها تحسن منظومة المخلفات وربط المصانع بالشبكة القومية للانبعاثات.
وتحدثت الوزيرة أيضا عن تطوير المحميات الطبيعية بوصفها "كنوز مصر الخفية"، مشيرة إلى أن دخل المحميات كان لا يتجاوز 70 مليون جنيه في 2018، أما الآن فقد وصل إلى 600 مليون جنيه سنويا.
ولفتت ياسمين فؤاد، إلي النجاح في إصدار أول قرار وزاري بشأن "النُزل البيئي"، ووضعت محميات مثل وادي الحيتان والفيوم على القائمة الخضراء العالمية.
وأعلنت الوزيرة تدشين أول مرصد لمراقبة الطيور في شرم الشيخ، بالتعاون مع القطاع السياحي، ومرصد ثان في الجلالة، حيث تم اكتشاف أنواع نادرة ومهددة بالانقراض، مؤكدة أن "مصر أصبحت نقطة جذب لهواة مراقبة الطيور عالميا".
وعلي الصعيد الدولي، قالت وزيرة البيئة إن مصر باتت تلعب دورا قويا على الصعيد الدولي، بدءا من اتفاق باريس عام 2015، مرورا برئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي، ثم مؤتمر المناخ COP27، وتستعد حالياً لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية برشلونة لحماية البحر المتوسط.
وختمت كلمتها بالقول: "ما زلنا في بداية الطريق، لكننا قطعنا شوطا كبيرا، والأهم أن الوعي المجتمعي بقضايا البيئة أصبح أكبر من أي وقت مضى".