آخر الأخبار

حين يصبح الأخ قاتلًا من أجل قطعة قماش.. حكاية جريمة آخر الليل

شارك
مصدر الصورة

كتب - محمد شعبان:

في زقاق ضيق من أزقة الحوامدية، كانت الليلة هادئة أو هكذا ظن الجيران. هدوء قاتل في عيد الأضحى يخفي وراءه صرخة خنقتها الطعنة.

لم يكن أحد يتوقع أن خلافًا عابرًا بين شقيقين، سيتحول في لحظة إلى مأساة تقشعر لها الأبدان. شاب في ريعان عمره، لفظ أنفاسه الأخيرة على يد من شاركه الطفولة، طعنة واحدة أنهت كل شيء والسبب ملابس داخلية وغضب لم يجد من يوقفه.

قصة مأساوية لا وجودفيها للغرباء، الجاني والضحية من دمٍ واحد. الساعة كانت قريبة من منتصف الليل، تجمع الجيران أمام باب العقار بعيون كلها رعب ودهشة.

"محمد" جثة هامدة على الأرض، عينه شاخصة للسقف، دمه يسيل على البلاط البارد كأنه بيكتب النهاية بإيده. الصورة واضحة دون غموض، الحقيقة كانت أبسط وأقسى من كل التوقعات.

"محمود" الأخ الكبير يقف في الزاوية بيد مرتعشة يحاول استيعاب ما اقترفته يداه للتو، وأن لحظة غضب دفعته لإنهاء حياة شقيقه الأصغر بطعنة نافذة في البطن بعدما عاتبه على جلوسه بمدخل المنزل مرتديًا ملابسه الداخلية.

لحظة واحدة، نقسمت معها العائلة نصفين، روح صعدت إلى بارئها وثانية فقدت حريتها خلف قضبان السجن في انتظار قاضي المحكمة.

داخل غرفة التحقيق بقسم شرطة الحوامدية بدت الأجواء متوترة، "حصل إيه بالظبط؟ ومتخبيش حاجة" قالها الضابط بحسم ليجيبه المتهم باعترافات تفصيلية لجريمته "هو زعقلي وأنا كنت متعصب.. بس والله العظيم مكنتش ناوي أقتله".

بالعودة إلى مسرح الجريمة "المنزل"، افترشت الأم الأرض متشحة بالسواد، وفي عينيها شرود مرير وكأنها لا تُدرك ما يدور حولها. تحيط بها الجارات، إحداهن تهمس بنبرة حزينة: "اصبري واحتسبي يا أم محمد... قضاء ربنا".

تتجمد ملامح الأم، تنكمش عيناها، يختلط الألم بالذهول، وتخرج منها صرخة خافتة، لكنها حادة: "محمود.. أخوه.. دا كانوا ما بيفارقوش بعض..

إزاي قلبه طاوعه؟!".

تسقط الأم على الأرض، يعلو نحيبها، وتردد بصوت ينكسر في صدرها: "ضنايا... واحد مات والتاني اتحبس... أنا اتدفنت بالحياة" أما رجال العائلة يسابقون الزمن لإنهاء إجراءات الدفن لتشييع جثمان المجني عليه إلى مثواه الأخير.

مصراوي المصدر: مصراوي
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا