في قلب زحام حي شبرا، حيث تختلط أصوات الباعة بصمت الجدران القديمة، دوّى صراخ مفاجئ تبعه أزيز النيران، الشرر بدأ صغيرًا بحارة الجامع مصدره شقة بالدور الثاني، لكنه سرعان ما تمدد كوحش جائع، يلتهم الجدران والنوافذ والذكريات.

ألسنة اللهب لم تكن وحدها في المشهد، بل كانت تصحبها فوضى، دخان كثيف، وأصوات استغاثة تشق صمت الحارة العتيقة. أربع سيارات إطفاء وصلت تباعًا، ورجال الدفاع المدني تسابقوا مع الدقائق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن لم يكن الحريق وحده الخطر.

وسط محاولات الإجلاء، ومع تصاعد التوتر واللهب، انهار سلم العقار الداخلي ليضيف مأساة جديدة للمشهد؛ أصيب أمين شرطة أثناء أداء واجبه، وسيدة من السكان أُخرجت وسط أنين الألم والدخان.

كان حريقًا عاديًا في بدايته، لكنه سرعان ما تحوّل إلى كارثة تهز أركان المكان، وتترك خلفها وجعًا لا يُنسى.

تلقى مأمور قسم شرطة شبرا بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية بالدور الثاني بعقار مكون من طابقين في حارة الجامع، إحدى الحارات الضيقة المتفرعة من قلب شبرا العتيق.

انتقلت قوات الحماية المدنية مدعومة بأربع سيارات إطفاء إلى موقع الحريق، وتمكنت من السيطرة على ألسنة النيران قبل امتدادها إلى العقارات المجاورة، وسط حالة من الهلع بين السكان، الذين حاولوا الخروج من المبنى وسط الدخان الكثيف وصراخ الأطفال والنساء.

وأثناء تنفيذ عمليات الإجلاء، ونتيجة التهالك الشديد في بنية العقار، انهار السلم الداخلي، ما أدى إلى إصابة أمين شرطة من قوة الدفاع المدني أثناء محاولته إنقاذ سكان الشقة، بالإضافة إلى إصابة سيدة من قاطني العقار، تم نقلها على الفور إلى مستشفى شبرا للعلاج.

الشرطة فرضت كردونًا أمنيًا بمحيط موقع الحريق، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، كما بدأت النيابة العامة التحقيق في أسباب اندلاع الحريق، وسط ترجيحات أولية تشير إلى حدوث ماس كهربائي.