كتب - أحمد جمعة:
أثار منشور متداول على موقع "فيسبوك" تفاعلًا واسعًا خلال الساعات الماضية، بعد أن زعم صاحبه أن مستشفى حكومي ذكر أنه لا يوجد "بروتوكول واضح" للتعامل مع حالات التسمم الناتجة عن تناول "حبّة الغلة"، وهي مادة شديدة السمية تُستخدم كمبيد لحفظ الحبوب، وتسببت في عدد كبير من حالات الوفاة، خاصة بين الشباب.
بدوره، قال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن هناك بروتوكولًا علاجيًا موحدًا ومعتمدًا للتعامل مع حالات التسمم الناتجة عن تناول "حبّة الغلة"، وموزعًا على جميع المستشفيات التابعة للوزارة، نافيًا ما تردد عبر منشورات متداولة على موقع "فيسبوك" بشأن غياب بروتوكول واضح للتعامل مع هذه الحالات.
وأوضح "عبدالغفار" في تصريحات لمصراوي، أن البروتوكول يتضمن مجموعة من الإجراءات الطبية المتبعة فور استقبال الحالة، مشددًا على أن هناك فارقًا جوهريًا بين وجود "ترياق" للمادة السامة، ووجود "بروتوكول علاجي".
وأوضح أن "حبّة الغلة" لا تزال بلا ترياق فعّال حتى الآن، لكن ذلك لا يعني غياب آليات للتدخل الطبي.
وأشار إلى أن معدلات الشفاء في هذه الحالات ما زالت محدودة عالميًا، نظرًا للسمّية الشديدة وسرعة تأثير المادة الفعالة، إلا أن الفرق الطبية تتبع البروتوكول المعتمد لمحاولة إنقاذ المرضى وتقليل نسب الوفاة.
تفاصيل البروتوكول العلاجي لمتناولي "حبة الغلة"
وسبق أن أعدت الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة بروتوكولًا علاجيًا جديدًا للتعامل مع الحالات المصابة، وتم تعميمه رسميًا على جميع المستشفيات العامة والمركزية.
يتضمن البروتوكول تعريفًا علميًا بأقراص الغلة، التي تحتوي على مركب "فوسفيد الألومنيوم"، وتُستخدم كمبيد لحفظ الغلال من التسوس، حيث تعمل عند تعرضها للرطوبة على إطلاق غاز الفوسفين السام للقضاء على الآفات. وتكمن الخطورة في أنه بمجرد بلع القرص أو استنشاقه، يتحلل بفعل حموضة المعدة مسببًا انطلاق غاز الفوسفين، الذي يتسبب في تآكل الأنسجة، وانهيار الدورة الدموية، وتأثيرات قاتلة على عضلة القلب.
ويحظر البروتوكول بشكل قاطع استخدام الماء داخل جوف المريض أو إجراء غسيل معدة باستخدام محلول ملح أو برمنجانات البوتاسيوم، لما لهذه الطرق من دور في تسريع التفاعل الكيميائي الضار.
أما عن خطوات العلاج، فيبدأ بإعطاء المريض زيت جوز الهند أو زيت البرافين (من 2 إلى 5 زجاجات سعة 50 مل)، سواء عن طريق البلع أو باستخدام الرايل، بهدف احتواء الحبة ومنع تصاعد الغاز السام، كما يتم إعطاء بيكربونات الصوديوم عبر الوريد كجرعة مبدئية لمعالجة الحمضية الناتجة.
ولا يُستخدم الفحم النشط في هذه الحالة نظرًا لعدم فعاليته، كما لا يوجد مضاد سم مباشر، ويتم نقل المريض إلى وحدة الرعاية المركزة لمتابعة حالته، مع إجراء تحاليل غازات الدم وتصحيح البيكربونات حتى تصل إلى 20، إضافة إلى رسم وإنزيمات القلب لتقييم الضرر القلبي.
وفي حال عمل القلب بكفاءة، تُعطى المحاليل الوريدية لرفع الضغط، أما إذا وُجد ضعف في العضلة القلبية، يتم الاستعانة بعقار النورأدرينالين عبر مضخة محاليل بدلًا من السوائل التي قد تُجهد القلب.
كما يشمل البروتوكول إعطاء مضادات للتقلص وحقن لتقليل الامتصاص، مع ضرورة وضع المريض على الأكسجين، وإمكانية استخدام دواء "أسيتيل سيستايين" بالوريد بجرعات محددة وفق الحالة.
لمزيد من التفاصيل عن البروتوكول العلاجي لمتناولي "حبة الغلة".. اضغط هنا
مصدر الصورة
مصدر الصورة
مصدر الصورة
ننشر موعد صلاة عيد الأضحى 2025 بالمحافظات
"تشريعية النواب" توافق نهائيًا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ
كشف أثري جديد.. جداريات ملونة مهمة في التاريخ والفن القبطي بأسيوط