لم يكن "أحمد. م" يتوقع أن وقوفه بسيارته فجأة بعد اصطدامها بحجارة على طريق الكريمات، سيكون بدايةً لواقعة سرقة بالإكراه، ومحاولة لتهديد حياته، وبينما يحاول تفقد سيارته المعطوبة، خرج عليه شابان ملثمان من بين الأشجار، يشهران في وجهه سلاحًا ناريًا وصاعقًا كهربائيًا، ويطلبان منه بهمس: "ارمي اللي معاك لتموت".
لم يقاوم "أحمد"، إذ شلّ الرعب حركته، وسقط مغشيًا عليه بعد تلقيه صدمة كهربائية في جسده، ليستولي المجرمون على حقيبته التي تحتوي على مبلغ مالي ومقتنيات شخصية، ثم فروا بسيارة كانوا يختبئون بها خلف التلال الرملية.
في صباح اليوم التالي، كان قسم شرطة الصف يتلقى بلاغًا من المجني عليه، روى فيه تفاصيل ما حدث، وذكر مواصفات الجناة وسيارتهم، تحركت قوة من مباحث الصف وأطفيح بقيادة، وتولت النيابة التحقيق في الواقعة.
تحريات المباحث، كشفت أن الواقعة لم تكن الأولى، وأن ذات التشكيل ارتكب أكثر من حادث مماثل في نطاق مركزي الصف وأطفيح على الطريق الصحراوي الشرقي، مستخدمين نفس الأسلوب: إلقاء الحجارة لإجبار الضحايا على التوقف، ثم الهجوم باستخدام العنف والصواعق.
بعد عدة أيام من التحريات وتتبع خطوط الهاتف ومراقبة المنطقة، تم تحديد هوية المتهمين الخمسة، وهم: "ح.ع"، (العقل المدبر)، و"م.ع"، (السائق)، و"ع.ع"، (المنفذ الرئيسي للهجوم)، و"م.ح"، (مراقب الطريق)، و"ع.م"، (مسؤول تأمين الهروب).
وبعد استصدار إذن من النيابة، داهمت قوة أمنية وكرهم في أحد الدروب الجبلية، وضبطت بحوزتهم سلاح آلي، طبنجة، صاعق كهربائي، وسكين كبير، وجزء من المسروقات التي تعرف عليها المجني عليه.
أجرت النيابة العامة التحقيقات، وفي النهاية أحالت القضية إلى محكمة جنايات الصف، والتي عقدت عدة جلسات استمعت فيها إلى أقوال المجني عليه، وشهود العيان، وضباط التحريات، واطلعت على تقارير الأدلة الجنائية وتحريات الأمن الوطني.
وفي ختام جلسات القضية التي حملت رقم 1949 لسنة 2025 جنايات الصف، أصدرت المحكمة حكمها بالسجن المشدد 10 سنوات لكل من المتهمين الخمسة، مع مصادرة الأسلحة المضبوطة، وتغريمهم بالمصاريف الجنائية.