في لحظة إنسانية نادرة، حملت في طياتها امتنان الدولة وتقديرها لتضحيات شهداء الوطن، لبّى الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوة خاصة من فتاة شابة، مي مالك مهران، ابنة الشهيد العميد مالك مهران ، الذي استشهد أثناء أداء واجبه في محافظة بني سويف عام 2013، دعته إلى أهم يوم في حياتها عقد قرانها.
لم تكن دعوة عادية، ولم يكن الحضور بروتوكولياً، بل جاء محمّلاً برسائل إنسانية عميقة، تمسّ قلب كل مصري فقد عزيزاً في سبيل هذا الوطن.
الرئيس السيسى لم يكتفِ بتلبية الدعوة، بل شارك الفتاة وعائلتها لحظات الفرح وكأنه والدها الحاضر الغائب، مُجسِّداً صورة الأب لكل أبناء الشهداء.
مي تحدثت لـ"اليوم السابع" عن هذه اللحظة التي لا تُنسى، وقالت: "الرئيس وعدني ذات يوم، خلال إحدى المناسبات، أن يحضر حفل زفافي، أرسلت له الدعوة، ولم أتوقع أن يحضر حقًا، لكنه جاء، وجعل يومي الأعظم أكثر بهجة مما تخيلت".
وأضافت: "لا أصدق أنني تزوجت بحضور الرئيس السيسي، صورته معنا ستبقى الأيقونة الأهم في حياتنا، لقد أدخل السعادة على قلوبنا ومسح عنّا بعضًا من وجع الغياب، شعرت أن والدي الشهيد ما زال حيًا، وأن الرئيس السيسى يعوّضنا عنه بأبوّة ودفء حقيقيين".
الحفل الذي حضره أقارب العروسين، لم يكن فقط مناسبة سعيدة لعائلة شهيد، بل كان بمثابة رسالة رمزية تؤكد أن الوطن لا ينسى أبناءه الذين ضحوا بحياتهم لأجل استقراره.
مي عبّرت عن امتنانها الكبير بقولها: "أعرف كم أن وقت الرئيس مزدحم، لكن رغم كل مشاغله، حضر ليُفرحنا، هذا ليس تصرف مسؤول فحسب، بل تصرف أب لكل أبناء الشهداء".
وفي ختام حديثها، وجهت رسالة مؤثرة لروح والدها: "يا أبي، شرفتنا حيًا وميتًا، واليوم ازدادت كرامتنا بك وبحضور من قدّر تضحيتك.. شكرًا لك من القلب".