تمكن علماء الفلك من رصد مجرة حلزونية ضخمة تدعى "العجلة الكبيرة" تشكلت بعد نحو 2.4 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم أي في فترة مبكرة جداً من تاريخ الكون حين كانت الهياكل الكونية لا تزال في طور التكوين.
وأكدت الجمعية الفلكية بجدة في منشور على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن هذا الاكتشاف يُعد تحدياً مباشراً للنظريات السائدة حول متى وكيف تظهر المجرات القرصية العملاقة حيث أن العجلة الكبيرة أكبر بثلاث مرات من المجرات النموذجية في تلك الفترة، ويبلغ نصف قطرها البصري حوالي 10 كيلوبارسك، أي ما يعادل 32,600 سنة ضوئية.
وأضافت أن المثير للدهشة أيضاً أن المجرة تدور بسرعة تقارب 300 كيلومتر في الثانية، ك وهي سرعة مشابهة للمجرات الحلزونية الحديثة مثل مجرة درب التبانة.
وأوضحت أن هذا النمط من الحركة المنظمة يشير إلى أن المجرة قد طورت بالفعل قرصاً ثابتاًً ومستقراً في وقت مبكر جداً وهو مستوى غير متوقع من النضج بالنسبة لتلك المرحلة من الزمن الكوني. باستخدام كاميرا (نيركام) ومطياف مطياف نيرسبيك على متن تلسكوب ويب، تمكّن الفريق من قياس التحول الأحمر للمجرة وتحديد مسافتها وعمرها بدقة إلى جانب الحصول على معلومات مفصلة عن بنيتها الداخلية وحركتها.
وأكدت هذه البيانات أن مجرة العجلة الكبيرة ليست مجرد سحابة عشوائية من الغاز والنجوم بل مجرة قرصية دوارة مكتملة التكوين وهو أمر نادر للغاية في الكون المبكر.
الأكثر إثارة هو أن هذه المجرة تقع ضمن تجمع أولي من المجرات يعتقد أنه سيصبح في المستقبل مجموعة مجرية ضخمة وتشير التحليلات إلى أن هذه البيئة الغنية بالغاز والكثيفة ربما ساهمت بشكل كبير في التكوين السريع والمنظم للمجرة، مما يدعم فرضية أن العوامل البيئية في بدايات الكون قد تكون محفزًا أساسيًا للنمو السريع للمجرات العملاقة ذات البنية المنتظمة.
وهذا الاكتشاف لا يغير فقط فهمنا لتسلسل تشكل البنى الكونية بل يفتح آفاقًا جديدة لدراسة المناطق الكثيفة في بدايات الكون من أجل فهم أعمق لكيفية نشوء المجرات العملاقة في زمن قياسي.