مع تطور التكنولوجيا ووسائل الاتصال، لم تعد الجرائم تُرتكب بأساليب تقليدية فقط، بل أصبح المجرمون أكثر دهاءً، يستغلون التقنيات الحديثة والمعلومات المتاحة للهروب من العدالة.
في المقابل، تطورت الأجهزة الأمنية ، فدخلت التكنولوجيا عالم التحقيقات لتكشف الجرائم الأكثر تعقيدًا.
فكيف تغيرت أساليب المجرمين؟ وكيف تواجه الشرطة هذا التحدي المتصاعد؟
لم تعد الجرائم تعتمد على القوة البدنية أو الأدوات التقليدية، بل أصبح الذكاء الإجرامي عنصرًا أساسيًا في تنفيذ الجرائم والفرار دون ترك أدلة.
* الاحتيال الإلكتروني: أصبح القراصنة والمحتالون يستخدمون الهندسة الاجتماعية لاختراق الحسابات البنكية وسرقة الأموال دون الحاجة إلى السطو التقليدي.
* تقنيات التمويه: يستخدم المجرمون الآن أقنعة سيليكونية وتقنيات تزوير بصمات الأصابع لتضليل أنظمة التعرف على الهوية.
* التشفير وإخفاء الأدلة: مع انتشار تطبيقات الرسائل المشفرة مثل Telegram وSignal، أصبح تعقب المحادثات الإجرامية أكثر صعوبة.
* التزييف العميق (Deepfake): ظهرت جرائم تعتمد على تزييف الصوت والصورة لخداع الأشخاص وتنفيذ عمليات احتيال غير مسبوقة.
* الذكاء الاصطناعي: بدأ بعض المجرمين باستخدام الذكاء الاصطناعي لاختراق الأنظمة أو حتى إنشاء وجوه مزيفة لفتح حسابات بنكية مزورة.
لم تبقَ الأجهزة الأمنية مكتوفة الأيدي، بل دخلت التكنولوجيا عالم التحقيقات الجنائية، ومن أبرز الأساليب الحديثة التي تستخدمها الشرطة لمكافحة الجريمة:
* تحليل البيانات الضخمة (Big Data): تقوم الأجهزة الأمنية بجمع وتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد الأنماط الإجرامية وكشف الشبكات السرية.
* التعرف على الوجه (Facial Recognition): ساعدت هذه التقنية في كشف الهويات الحقيقية للمجرمين، حتى مع استخدامهم للأقنعة أو التمويه.
* الذكاء الاصطناعي في التحقيقات: باتت الشرطة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديوهات والصور والتنبؤ بمواقع الجرائم المحتملة.
* المراقبة السيبرانية: أصبح هناك وحدات متخصصة في تعقب الجرائم الإلكترونية ورصد عمليات الاحتيال والهجمات السيبرانية.
* استخدام الطائرات بدون طيار (Drones): تساعد هذه الطائرات في مراقبة المجرمين أثناء المطاردات أو تعقب الهاربين في المناطق الوعرة.
في 2023، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط شاب مصري قام باختراق حسابات بنكية وتحويل أكثر من مليون دولار لحسابه، مستخدمًا ثغرات إلكترونية معقدة.
لكنه وقع بسبب خطأ بسيط، حيث استخدم جهازه الشخصي في تحويل الأموال، ما مكّن الشرطة من تتبعه عبر عنوان الـ IP.
في قضية غريبة، حاول أحد المتهمين بتزوير الأموال الهروب من العدالة عبر تشويه بصماته بحامض كيميائي لتضليل أجهزة التعرف.
لكن الشرطة استخدمت تقنية متطورة لتحليل أنماط الجلد، مما ساهم في كشف هويته الحقيقية.
تمكنت مجموعة من الشباب في مصر من تنفيذ عمليات احتيال ضخمة عبر استثمارات وهمية في العملات الرقمية، مما أدى إلى خسائر بملايين الجنيهات للمستثمرين.
بعد تحقيقات مكثفة، تم تعقبهم من خلال تحليل سجلات التحويلات المالية المشبوهة.