محمد شاهين.. ياما في الجراب يا حاوي

مصدر الصورة

في عالم درامي يغلب عليه التنميط والالتزام بصيغ ناجحة مسبقًا، يأتي مسلسل لام شمسية ليكسر القوالب، ليس فقط من خلال حبكته الجريئة، بل أيضًا عبر تقديمه لقضية اجتماعية خطيرة وهي التحرش الجنسي بالأطفال من خلال شخصية "وسام" التي جسدها الممثل محمد شاهين بأداء استثنائي يعيد تعريف معنى التمثيل المركب.

لم يكتفِ شاهين بتقديم دور تقليدي، بل حمل على عاتقه مهمة فنية وإنسانية في آن واحد شخصية "وسام" ليست مجرد دور درامي، بل نافذة أطل منها العمل على قضية تهمس بها كثير من الأسر خوفًا من الوصمة الاجتماعية.

جرأة المسلسل في تناول هذا الموضوع تكمن في عدم تقديمه بشكل مباشر، بل من خلال قصة إنسانية معقدة، تظهر تداعيات الصدمة على الضحية ومسار حياته.

الأكثر إثارة في أداء شاهين هو قدرته على تجسيد التناقضات النفسية لشخصية "وسام" شخص يحمل جرحًا عميقًا مما يجعله نموذجًا واقعيًا للعديد من الحالات التي تعيش حولنا في صمت ولكن نعاني من أفعالها هذا النوع من الأدوار نادر في الدراما المصرية، ليس لأن السيناريوهات تفتقر للإبداع، بل لأن الكثيرين يخشون الخوض في مناطق شائكة أو غير مضمونة الجماهيرية.

" لام شمسية " يضعنا أمام مسؤولية الفن ليس كوسيلة ترفيه فقط، بل كأداة لتسليط الضوء على القضايا الهامة خاصة تلك التي تمس فئة لا صوت لها كالأطفال. المسلسل يقدم رسالة واضحة أن التحرش جريمة لا تُمحى آثارها بسهولة، وأن الكلام عنها هو الخطوة الأولى للوقاية والعلاج.

هذا العمل يستحق أن يكون بداية لموجة درامية جادة ترفع شعار لا مكان للخوف من مناقشة المواضيع الصعبة.

محمد شاهين، من خلال "وسام"، لم يغلق الباب أمام أدوار مشابهة، بل فتحه على مصراعيه، شرط أن تأتي بذات الجرأة والاحترافية، ويؤكد شاهين من خلال دور وسام أن في جراب الحاوي مزيد من المفاجآت التي ننتظرها من شاهين بعد لام شمسية.

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025