لم يعد يمر يوما إلا ونشهد موقفا إنسانيا داخل غزة أصعب من سابقه، مع استمرار العدوان الوحشي الذى يشنه الاحتلال على سكان القطاع من المدنيين، ليسقط يوميا مئات الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ، أسر بالكامل تباد خلال القصف الإسرائيلى للمخيمات أو لبعض المربعات السكنية، لا يوجد مكان إلا وتطاله صواريخ تل أبيب ، وإن لم تصل إليك فرصاص قناصاتها سيطالك.
صورة أثارت حالة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعى، لشاب من ذوى الإعاقة اغتاله أحد قناصة الاحتلال قبل أن يفتح البسكويت ليتناوله فى ظل حصار شديد تمارسه إسرائيل على سكان القطاع ومع دخول المساعدات عبر المعابر، مما زاد من أزمة المجاعة، ولم يعد الفلسطينيين يفطرون إلا على المعلبات أو البسكويت.
خلال اللقطة التى أخذت للشهيد خلال تكفينه، تظهر تمسك يديه بقوة للبسكويت، حتى أن الطاقم الطبى حاول انتشالها من يديه قبل تكفينه إلا أنهم لم يستطيعون ليقررون دفنه مع حبة البسكويت، وهو ما يكشف حجم الجوع الذى كان يشعر به هذا الشاب قبل استشهاده.
الشاب الفلسطينى الذى لم يجد سوى حبة بسكويت ليفطر بهم خلال شهر رمضان بعد أن خلت أسواق غزة من المواد الغذائية نتيجة لإصرار الاحتلال على منع دخول أى مساعدات، إلا أن الجندى الإسرائيلى حرمه من هذه النعمة ولم يرحم جوعه أو حتى إعاقته.
وفقا لتقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، الصادر فى 3 ديسمبر 2023، كشف أن هناك 115 ألف فرد من ذوى الإعاقة فى فلسطين قبيل العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة، يشكلون ما نسبته 2.1% من السكان، بواقع حوالى 59 ألف فردا من سكان الضفة الغربية، يشكلون 1.8% من اجمالى سكان الضفة ونحو 58 ألف فردا من سكان قطاع غزة يشكلون 2.6% من اجمالى سكان قطاع غزة.
فى حين شكلت نسبة الإعاقة بين البالغين 18 سنة فأكثر 3%، بواقع 2.6 % فى الضفة الغربية و3.9 % فى قطاع غزة، معلنا تسجيل محافظة شمال غزة أعلى نسبة انتشار للإعاقة وبلغت حوالى 5%، يتبعها محافظة دير البلح 4.1%، فيما سجلت أدنى نسبة انتشار فى محافظتى رام الله والبيرة وأريحا والأغوار بنسبة بلغت حوالى 2% لكل منهما.
وعلقت الصحفية الفلسطينية ولاء جميع، على تلك اللقطة قائلة عبر مواقع التواصل الاجتماعى :"لم يمهل قناص إسرائيلى هذا الرجل من ذوى الإعاقة على فتح حبة البسكويت وأكلها فى غزة، حتى أكله بنيرانه!، استشهد وهو ممسكًا بها بين أصابعه، سينزلوه القبر مع حبة البسكويت التى لم تُفتح بعد!".
وأضافت: "الناس فى غزة، تُقتل واللقمة بيدها، والضحكة على شفاهها، والدمعة على خدها، والحسرة تأكلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
لم تكن هذه هى الواقعة الوحيدة لقتل الاحتلال لفلسطينيين من ذوى الإعاقة، ففى يوليو الماضى، وبالتحديد فى حى الشجاعية خلال اقتحام إسرائيل له، قتل جنوده الطفل محمد صلاخ بهار من متلازمة الداون أمام أسرته بعد أن أطلقت كلابها عليه لتهنش جسده، وفى 30 يوليو الماضى أيضا قتل الجيش الإسرائيلى الشاب الفلسطينى أحمد سعيد العبادلة، من أصحاب " متلازمة داون" فى خان يونس.