بعد ثلاثين عامًا من الغربة والعمل في الخارج، عاد الحاج "سيد م." إلى حدائق حلوان بحثًا عن الراحة والهدوء، لكن القدر خبّأ له شيئًا آخر، حيث وجد نفسه ضحية مؤامرة، نسجت خيوطها بيد أقرب الناس إليه، بحسب ما كشفته تحقيقات الأجهزة الأمنية.
الحاج سيد، رجل خمسيني، لم يُنجب من زواجه السابق، ورغم انفصاله عن زوجته، بقيت العلاقة بينهما قائمة على المودة، وحين استنجدت به طليقته، لم يتردد في مساعدتها، فأقرضها 15 ألف جنيه، تضاف إلى 50 ألفًا كانت قد استدانتهم منه سابقًا، على وعد بردهم في أقرب وقت، لكنه لم يكن يعلم أن تلك اليد التي امتدت للعون، ستُسحب سريعًا لتدفعه نحو الجحيم.
حاول الرجل المطالبة بأمواله من السيدة، إلا أنها بدأت في المماطلة، حتى شعرت بأنه قد يلجأ للقضاء بإيصال الأمانة الذي وقّعت عليه، فقررت أن تسبقه بخطوة، لكنها لم تكن خطوة عادية، بل مخطط مُحكم لسرقته وسلبه ما يملك.
اتصل به شخص مجهول، ادّعى أنه من طرف طليقته، ودعاه لمقابلته لحل المشكلة، ورغم إحساسه بالريبة، استجاب الحاج سيد، علّه يستعيد أمواله دون صدام، لكنه لم يكن يدري أنه في طريقه نحو فخ لا مفر منه.
عند اللقاء، طلب منه الرجل مرافقتَه إلى مكان قريب، وما إن خطا خطواته الأولى، حتى توقف بجواره "توك توكين"، نزل منهما عشرة أشخاص، وانهالوا عليه ضربًا بلا رحمة، سحلوه على الأرض حتى أغمي عليه، ثم حملوه إلى المقابر في حلوان، حيث كان ينتظره فصل جديد من العذاب.
في ظلام المقابر، لم يكن هناك سوى أصوات الضرب والأنين، استخدموا العصي والسكاكين، استهدفوا قدميه، عينيه، رأسه، كل ذلك فقط لإجباره على التنازل عن إيصال الأمانة، ثم سرقوا هاتفه وكل ما كان بحوزته، قبل أن يتركوه هناك، مرميًا بين القبور، يصارع الموت.
خرج الحاج سيد من الجحيم الجسدي، متوجها إلى قسم الشرطة، وحرر محضر بالواقعة، وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على ثلاثة من الجناة، فيما لا يزال الباقون هاربين.