في مشهد يجسد روح المحبة والتلاحم الوطني، علّقت كنيسة القديسة دميانة بمدينة القنايات بمحافظة الشرقية زينة رمضان والفوانيس على جدرانها وفي الشوارع المحيطة بها، مشاركةً جيرانها المسلمين فرحة استقبال الشهر الكريم.
ولاقت هذه المبادرة ترحيبًا واسعًا من رواد الكنيسة وسكان المنطقة، الذين اعتبروها انعكاسًا حقيقيًا للوحدة الوطنية والتعايش المشترك بين أبناء الوطن، وأكد القائمون على الكنيسة سعادتهم بالمشاركة السنوية في الاحتفال بشهر رمضان، تأكيدًا على قيم المحبة التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين.
ويقول عم جرجس، صاحب ورشة للأخشاب بجوار الكنيسة، إن تعليق الزينة الرمضانية عادة سنوية يشارك فيها أبناؤه الثلاثة سامح وكمال وفارس، إلى جانب شباب الحي من المسلمين والمسيحيين.
وأشار إلى أن الأب إيليا أسعد، راعي الكنيسة، يحرص بنفسه على شراء الفوانيس والزينة والإشراف على تعليقها، وكذلك إهداء الفوانيس للأطفال في مشهد يتكرر كل عام بروح من الود والتآخي.
أما بيشوي عصام، أحد المشاركين في تزيين الشارع، فأكد أنه يحرص كل عام على تعليق الزينة بروح كلها محبة وفرحة، مشيرًا إلى أنه يشتري الفوانيس لأطفاله مثل أي أسرة مصرية.
وعلى الجانب الأيسر من جدران الكنيسة، تقع ورشة شنودة محروس، الشاب الذي يمتلك واحدة من أشهر ورش صناعة الفوانيس بالمدينة والذي يؤكد، أن هذا الشهر يحمل له ولأسرته القبطية معاني البهجة والمحبة، مسترجعًا ذكريات طفولته عندما كان ينتظر الفانوس كأهم هدية من والده.
وأضاف: "نحن نشارك جيراننا المسلمين كل تفاصيل رمضان، من تعليق الزينة، وتناول الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطايف، وحتى تبادل التهاني بالمناسبة".
وأثنى المواطنون على حرص الكنيسة على مشاركة المسلمين فرحة قدوم الشهر الكريم، مؤكدين أن رمضان هو شهر الخير والمحبة، حيث لا فرق بين مسلم وقبطي، بل تجمعهم العادات والتقاليد المشتركة، ليس فقط في رمضان، بل أيضًا خلال الاحتفال بالأعياد الدينية، في صورة تعكس حقيقة التلاحم الوطني بين أبناء مصر.