كتب - محمد شعبان:
لم يكن ذاك اليوم كسابقيه، "علاء" غادر بيته بحثًا عن الرزق، استقل مركبته ذات الثلاث عجلات "توك توك" في رحلة ذهاب دون عودة، لكن ما لم يخطر على باله ولو برهة أن لحظاته الأخيرة على الدنيا ستجمعه بقاتليه وجهًا لوجه.
على أطراف أرض زراعية بإحدى قرى مركز كرداسة شمال قطاع أكتوبر تصاعدت ألسنة اللهب، هرول الأهالي ظنًا أن مزارعًا أشعل النار في كوم مخلفات زراعية إلا أن رائحة لحم يحترق أثارت شكوكهم بأنه ثمة شئ غريب.
صدمة مكتملة الأركان أصابت الحاضرين، كبيرهم وصغيرهم، شيخهم وفتاهم، الحريق أبعد مما توقعه الجميع، جثة شاب مكبل القدمين تفحمت بالكامل استدعت حضور رجال المباحث الجنائية بقيادة العميد هاني الحسيني مفتش فرقة شمال أكتوبر على رأس قوة أمنية تنسيقًا مع النيابة العامة.
بينما يعاين الضباط الجثمان المتفحم، لاحظ أحد الحاضرين علامة مميزة بجسد صاحبه ليصرخ "دا علاء جارنا من الصبح مختفي وأسرته بيدوروا عليه"، كلمات شهاد عيان فكت طلاسم القضية في أمتارها الأولى.
جثمان متفحم واختفاء مصدر رزقه "توك توك" حملا الخبر اليقين بأن "علاء" قُتل غدرًا، وأن الجناة ليسوا غرباء لاسيما تخلصهم من الجثة بحرقها ظنًا أن جريمتهم لن تخرج للعن أبدًا لكن تحركات وحدة مباحث القسم كشفت المستور.
تتبع خط سير المجني عليه أزاحت الستار عن الفصل الأهم في الجريمة اللغز، 3 متهمين -تربطهم به علاقة صداقة- استدرجوه إلى مسرح الجريمة، اعتدوا عليه بالضرب حتى سقط قتيلا، لم يكتفوا بالتخلص من جارهم وصديق طفولتهم وراحوا ينهون ما بدأوه بإضرام النيران في جسده واستولوا على التوك توك ولاذوا بالفرار.
ساعات قليلة احتاجها المقدم محمد سعودي رئيس مباحث كرداسة لتحديد وضبط مرتكبي الجريمة التي بثت الرعب في نفوس الأهالي، "خيري ورشاد وبدوي" -أسماء مستعارة تحاكي شخصيات فيلم حنفي الأبهة- الثلاثة وقفوا مطأطأي الرأس أمام العميد محمد أمين يتنصل كل في دوره من تحمل الجزء الأكبر في التخطيط والتنفيذ.
الثلاثة اتفقوا على قتله وسرقة مصدر رزقه وبيعه بثمن بخس لسد احتياجاتهم المالية "قولنا نخلص عليه ونبيع التوك توك نفك بيه زنقتنا" لم يتوقع المتهمون كشف أمرهم سريعًا، اصطحبتهم الشرطة لتمثيل الجريمة وسط سخط الأهالي "منكم لله.. غدرتوا بصاحبكم".