هنا شرق الإسكندرية، هنا رائحة القتل والخيانة تجسدت بأقبح صورها، عقب اكتشاف جرائم نصر الدين السيد الشهير بـ"سفاح الإسكندرية"، الذي درس القانون وسخره في طمس معالم جرائمه، ظنا منه بأنه سيفلت من العقاب، لكن ذكائه خانه، فوقع في فخ التدبير الإلهي الذى أراد فضحه عن طريق الصدفة.
دائما ما يتسم القتلة من السفاحين، بالهدوء والقدرة على اكتساب صداقة من يخالطونهم، وبعدها تأتي الخيانة والجرائم البشعة، فجرائم القتل التي أرتكبها سفاح الاسكندرية في حق ضحاياه، جاءت بعد تحاليله بالتودد إليهم وعرض خدماته القانونية عليهم، حتى يتمكن من كسب صداقتهم وما أن وصل إلى مراده وفى اللحظة الحاسمة يغدر بهم.
وللأسف لم تكن جرائم السفاح تكمن في القتل المباشر لضحية فقط بل كان يقوم باحتجازهم وتعذيبهم للحصول على جميع المعلومات المتعلقة بما يمتلكونه من أموال حتى يسطوا عليها، فقد أكدت التحقيقات أن المتهم حصل على الأرقام السرية للحسابات الخاصة بالمجنى عليها الثانية وقام بسحب مبالغ مالية منها، كما قام بالحصول على معاش الضحية الأولى لمدة 4 أشهر.
قبل بضع سنوات توجه المهندس محمد إبراهيم، الضحية الأولى"، لمكتب المحاماة الخاص بالمتهم بشارع 45 بمنطقة العصافرة، ليكون محاميه الخاص في عمليات البيع والشراء، ليضع المجني عليه ثقته في المتهم وجعله صديقه المفضل.
جلس المتهم مع شيطانه يفكر في تأمل وروية، للتخطيط للاستيلاء على أموال المجني عليه، ليضع سيناريو وخطة متكملة الأركان، وطرح على نفسه أسئلة ربما ستجعل الجريمة بلا دليل ضده.
ليقرر "السفاح"، استدراج الضحية لمكتبه، والتعدي عليه بالضرب، ثم جعله يتصل بأسرته ويخبرهم بأنه بخير وسوف يتزوج من سيدة أجنبية وطلب منهم عدم التواصل معه لأنه سيسافر للخارج، وبعد ذلك قتله ودفنه في شقة العصافرة.
بعد ارتكاب جريمته الأولى في مارس 2022، قرر المتهم تغيير عنون مكتبه وافتتح مكتب في منطقة المعمورة في طابق أرضي، ليبدأ سلسلة جديدة من وقائع القتل وسفك الدماء.
تعرف المتهم على ضحيته الثانية بداية عام 2023، ليقرر الزواج منها عرفيا بعد وقوعه في حبها، لتستمر السعادة وليالي ألف ليلة وليلة بينهم لأشهر معدودات قبل أن يتقلب مزاج المتهم ويبدأ التفكير في التخلص منها بسبب مشاكل بينهما.
باغت السفاح المجني عليها وتعدي عليها بالضرب، لتفقد قواها منتصف عام 2023، ثم قام بوضع جسدها داخل أكياس مشمع وقام بإغلاق المشمع جيدا حتي يمنع انبعاث الرائحة، ووضعها داخل غرفة في مكتبة بشقة المقبرة في المعمورة ووضعها داخل صندوق خشبي، وبعد 8 أشهر نقل جثمانها للشقة التي قتل فيها ضحيته الثالثة "موكله عنده".
تكون أصعب جريمة على القتلة هي الجريمة الأولى، وعقب ذلك يستمرون في ارتكاب جرائمهم، وبعد اكتشاف أمرهم دائما ما يعتقدون أنهم ضحايا، ودائما ما يظهر السفاحون بالهدوء وحسن العلاقات مع معارفهم بسبب طبيعتهم الظاهرية التي تتسم بالبراءة.
فكر "السفاح"، في البحث عن طريقة أخري لجمع المال الحرام، فوجد ضالته في موكلة عنده استولى منها على مبالغ من المال وعند مطالبتها بأموالها قرر وخطط ودبر لإنهاء حياتها.
بحيلة شيطانية استدرج المتهم المجني عليها، وقتلها داخل شقة بالدور الأرضي، بالمعمورة، نهاية عام 2024، ثم نقل جثمان زوجته من شقة الزوجية لمكان المقبرة ودفنها بجوار جثمان موكلته.