كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
تصوير: نادر نبيل
كشف الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، طبيعة العلاقة الخاصة بينه وبين والدته، والرسالة التي قالتها له بعد أن تولى منصبه في الـ 12 من أغسطس الماضي، خلفا للدكتور شوقي علام المفتي السابق، قادما من مجمع البحوث الإسلامية، حيث كان يشغل منصب الأمين العام.
وتطرق عياد في حواره لمصراوي، عن طبيعة علاقته بممارسة ومشاهدة كرم القدم محليا وعالميًا، ورؤيته لمحمد صلاح لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، ونجم منتخب مصر، ورسالته للشعب المصري في هذه الفترة الحرجة، وإلى نص الحوار:
تتميز جمهورية مصر العربية بوجود مؤسسات دينية راسخة تحظى بالاحترام والثقة، على رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية، وتعمل جميعها على تقديم الفتاوى الصحيحة المستندة إلى العلم الشرعي والمنهج الوسطي، والتعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية يصب في صالح الخطاب الديني ويدعم المنهج الوسطي، ويسهم في ضبط الخطاب الإفتائي الذي يراعي واقع الناس وحالهم، والتعاون بين المؤسسات الدينية واجب وطني وديني، وهو السبيل الأمثل لتحقيق رسالة الإسلام السامية التي تدعو إلى السلام والتنمية والعمران.
دار الإفتاء المصرية تعمل على توسيع نطاق خدماتها الإفتائية من خلال افتتاح فروع جديدة في مختلف المحافظات لتيسير وصول المواطنين إلى الفتاوى الصحيحة من مصادرها الموثوقة، ضمن خطة تنموية تهدُف إلى محاربة الجهل والتصدي للأفكار المغلوطة، ولدينا فروعا في عدد من المحافظات، منها: مطروح، والإسكندرية، وطنطا، وأسيوط، وقريبًا سيتم افتتاح فرع السويس، يليه فرع المنصورة، على أن تستمر التوسعات وَفْقَ خطَّة مدروسة، وذلك بهدف تقديم خدمة إفتائية مباشرة تسهم في تحقيق الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي.
دار الإفتاء المصرية مستمرة في مواصلة جهودها في تقديم الفتاوى الشرعية الدقيقة، وتعزيز الخطاب الديني الوسطي، ومواجهة الفتاوى الشاذة والمتطرفة، سواء من خلال فروعها المنتشرة بالمحافظات أو عبر منصاتها الإلكترونية التي تسعى إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الوعي الديني الصحيح. فالفتوى المؤسسية تعني الرجوع إلى العلماء المتخصصين في المؤسسات الدينية الرسمية، مصداقًا لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} فالإنسان في مختلف مجالات الحياة يلجأ إلى أهل التخصص، فالمريض يذهب إلى الطبيب، ومن يريد تشييد بناء يستعين بالمهندس، وكذلك الأمر في الشأن الديني، حيث ينبغي الرجوع إلى العلماء المعتبرين لضمان صحة الفتوى ومواءمتها لمقاصد الشريعة، ولذلك فإن المؤسسات الدينية وعلي رأسها الازهر الشريف بدأت بالتنسيق مع مؤسسات الدولة لإًصدار تشريع لمواجهة فوضى الفتاوى، وهذا الأمر في مرحلة الدراسة وتم عقد ثلاث لقاءات بخصوص هذا الشأن وسيتم الإعلان عن ما تم الاتفاق عليه.
هناك تحديات كثيرة عملية الفتوى، مثل التعدد الفكري والمعرفي والتنوع الديني في المجتمعات، وفي ظل هذه التحديات، يجب أن تأخذ الفتوى في الاعتبار جميع هذه الجوانب، وأن تكون في شكل معين، وبأسلوب يتناسب مع جميع المستويات الفكرية والثقافية والدينية. فإذا لم تتم مراعاة هذه الجوانب، قد يؤدي ذلك إلى نتائج سلبية مثل الانفلات الفكري، أو التشدد والتطرف، مما ينعكس سلبًا على صورة الإسلام والشريعة في المجتمع.
والدتي ليست أمي فحسب ولكن هي أختي وبنتي وصديقتي، ولا أعصي لها أمرًا حتى ولو كان على غير رغبتي، إلا أنني حريص على إرضاء المولى عز وجل فيها وأجد في ذلك الخير الخير الكثير، ومنذ صغري وفي اللحظات الأولى لنا في الحياة ربتني أمي أنا وشقيقتي تربية صحيحة بعيدا عن أي شيء، وأنا يوميا لازم اكلمها مرتين ولفترات طويلة و٨٠ أو ٩٠ ٪ من هذه المكالمات دعوات من القلب، أنا حتى الآن ما زلت عايش في ظِل أمي، وربنا يديمها نعمة علي هي وشقيقتي وآل بيتي"، وأول ما توليت المنصب قالت لي:" ما تقلقش طالما ربنا سبحانه وتعالى هو اللي اختارك يبقى هيعينك".
- لم أحصل على إجازات منذ أن توليت المنصب، وحال توافر وقت لدي في المنزل أقوم بإنجاز بعض المهام الخاصة بالعمل، وأجلس بعضا من الوقت مع الأولاد، وأؤدي الصلاة في المسجد المقام أسفل المنزل، وكذلك أقوم زيارة شقيقتي ووالدتي بمحافظة كفرالشيخ وأتواصل مع بعض زملائي، زفي السابق كنت أشجع وأمارس كرة القدم حينما كنت طالبا وحتى منتصف مرحلة الدراسات العليا، واقتصر الأمر بعد ذلك على التشجيع فقط، ولم يعد لدي وقت لذلك، وقبل أن أتولى المنصب كنت أشاهد اللاعب محمد صلاح، وبعد ذلك أصبحت أتابع أخباره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ونتمنى له ولكل مصري التوفيق والسداد وهو نموذج مصري مشرّف أخلاقيًا ورياضيًا وهو يمكن أن يؤثر في كثير من الشباب بأعماله الخيرية داخل مصر وخصوصا في قريته بالغربية، ندعو له بمزيد من التوفيق".
- الرسالة التي أبعث بها لجموع المصريين بضرورة الوحدة والاتحاد وعدم النظر إلى الشائعات والأقوال المغرضة التي لا يراد منها إلا تكدير الصفو العام ومحاولة الأخذ بالبلاد إلى مناطق لا يحمد عقباها، ونحن الحمد لله تبارك وتعالى في نعمة عظيمة وهي الأمن ونسأل المولى تبارك وتعالى دوامها، ما علينا إلا الأخذ بالأسباب والعمل والجد والاجتهاد والمشاركة في البناء والتشييد، وبإذن الله المولى عز وجل يكلل هذه الجهود بالتوفيق وحسن النتائج، فالمولى عز وجل يقول إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولذلك أقول لجموع الشعب المصري:"احذروا الشائعات وما يتم تداوله من أخبار مغلوطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأطيلوا النظر فيما ينقل إليكم وتسمعونه، لأن النظر بتأني لمثل هذه الأمور يحق على حقيقتها".