ينظم المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، على هامش مشاركته في النسخة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الإثنين 27 يناير، ندوة بعنوان "شرق أوسط متغير.. نحو استراتيجية مصرية جديدة"، يديرها الدكتور صبحي عسيلة رئيس وحدة الرأي العام بالمركز، بحضور وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، واللواء محمد إبراهيم الدويري نائب المدير العام للمركز، والدكتور محمد مجاهد الزيات عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور حسن أبو طالب عضو الهيئة الاستشارية بالمركز، والدكتور جمال عبد الجواد مدير برنامج السياسات العامة وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز.
تناقش الندوة موجة الاضطرابات وعدم الاستقرار التي شهدها الشرق الأوسط في أعقاب تداعيات حربي غزة ولبنان وسقوط النظام السوري، حيث خلفت تلك التغيرات المتلاحقة توازنات إقليمية ودولية جديدة قد تعيد تشكيل اتجاهات التفاعلات في المنطقة خلال العام 2025، وسط استمرار المعاناة الإنسانية للمجتمعات، جراء وطأة الصراعات والحروب.
وتسلط الندوة الضوء على التغيرات الفجائية والمتسارعة والعنيفة التي شهدتها المنطقة عام 2024، مع تصاعد حدة الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة بدعم أمريكي، وبروز مواجهات إسرائيلية- إيرانية مباشرة، ثم انتقال إسرائيل للعدوان على جنوب لبنان. أضف لذلك، تصاعد اضطراب حركة التجارة العالمية في قناة السويس مع استمرار هجمات جماعة الحوثيين في اليمن، علاوة على استغلال فصائل المعارضة المسلحة في سوريا سياقات تراجع قوة إيران وحزب الله في المنطقة، والانشغال الروسي في حرب أوكرانيا لتسقط نظام الأسد، خلال 12 يوما، بعد حرب أهلية دموية استمرت 13 عامًا.
وإذا أضيف لذلك، فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بما يعنيه من تغيرات نسبية في طريقة إدارة السياسة الأمريكية، فإن المنطقة قد تكون مرشحة لمزيد من الأزمات المحتملة في العام القادم، في ظل الافتقاد لبنية أمن إقليمي يمكنها توطيد دعائم الأمن والاستقرار، ومعالجة الصراعات في ليبيا واليمن والسودان.
وبالنظر إلى ما تفرضه تلك البيئة الإقليمية المضطربة من تحديات متزايدة على الأمن القومي المصري، تناقش الندوة الاستراتيجية المصرية لبناء جبهة داخلية متماسكة، نظرًا إلى كونها من أهم مقومات قوة الدول واستقرارها، وتمثل العمق الاستراتيجي الذي تستند إليها الدول في مجابهة التحديات والصعوبات التي تواجهها.