استعرضت قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، وذكرت أن الفيلم نُسجت خيوطه ورُسمت شخصياته على مدار عاملين كاملين من التحضيرات الفنية حتى تحول الخيال المستوحى من التاريخ إلى دراما على ورق.
وقال الكاتب الصحفي مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة الوطن، إن الكاتب عبد الرحيم كمال استطاع غزل حكاية صاحب قلعة ألموت حسن الصباح، أو مؤسس فرقة الحشاشين، بخيوط من حرير.
فيما ذكر، سامح الزهار، باحث في التاريخ الإسلامي، أن الإسماعيلية هي طائفة خرجت من الفكر الشيعي بعد وفاة الإمام جعفر الصادق، فكان من المفترض أن تنتقل الإمامة من الإمام جعفر إلى ابنه الأكبر إسماعيل، وبعد موت إسماعيل في حياة والده انتقلت إلى أخيه موسى الكاظم بدلا من محمد ابن إسماعيل وليس أخيه.
وتابع: "الطائفة الإثناعشرية التي كانت موجودة في عهد موسى الكاظم، توغلت وانتشرت وأصبح لها وضع ضخم جدا في الوسط الشيعي، في حين كانت تتحرك الطائفة الإسماعيلية ببطء شديد لكنها كانت أرسخ على أرض الواقع، بالتالي أصبحت الفكرة الإسماعيلية قائمة في محمد الجواد ابن إسماعيل، وعملت في الخفاء لمدة تجاوزت 150 سنة في منطقة شمال إفريقيا وتحديدا في تونس، فنشأ عنهم الدولة الفاطمية، وفي فترة المستنصر انقسمت الدولة بسبب الخلافات السياسية وعصر صراع الوزراء وبعض الشدائد والمحن كالشدة المستنصرية أو فيما تعرف بالشدة العظمة، بالتالي ظهر لاعب جديد بالمسرح السياسي وهو حسن الصباح.
وذكرت الناقدة الفنية التونسية فاطمة الشريف، إن استعمال اللهجة المصرية في مسلسل الحشاشين بسطت المعلومة التاريخية للمشاهدين، التي ربما لم تكن لتضطلع على هذه الحقبة من دون هذا العمل الدرامي.
يوثق الفيلم الوثائقي "ما وراء الحشاشين"، مراحل صناعة وإنتاج أحد الأعمال الدرامية المهمة لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهو مسلسل "الحشاشين"، الذي حقق نجاحًا جماهيريًّا واسعًا داخل مصر وخارجها، خلال عرضه في شهر رمضان الماضي 2024.
ويتناول الفيلم رحلة خروج المسلسل إلى النور على مدى عامين، مستعرضًا بعض الجوانب الفنية على مستوى الكتابة، والتمثيل، والإخراج، واستخدام أحدث تقنيات التصوير، والديكور، والجرافيك، ويربط بين الوقائع التاريخية لنشأة فرقة "الحشاشين" في نهايات القرن الحادي عشر الميلادي، والخيال الدرامي المستوحى من التاريخ الذي عبّر عنه صُناع المسلسل.
كما يقدم الفيلم الوثائقي تحليلاً دينيًّا وسياسيًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا لشخصية "حسن الصباح"؛ مؤسس تلك الفرقة، وكيف أثرت أفكاره ومخططاته في كثير من الجماعات المتطرفة التي ظهرت لاحقًا، والتنظيمات الإرهابية المعاصرة. وتم تصوير الفيلم داخل ديكور مسلسل "الحشاشين" بمدينة الإنتاج الإعلامي في مصر، مع عدد من النقاد والكُتاب والخبراء المتخصصين في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى إجراء بعض المقابلات خارج القاهرة بين عواصم عدة دول.