تحل، اليوم الخميس، ذكرى وفاة الفنان الكبير فريد الأطرش الـ50، حيث رحل عن عالمنا فى 26 ديسمبر 1974، فى مستشفى "حايك" بضاحية سن الفيل فى بيروت، ودفن فى مصر بجوار جثمان شقيقته أسمهان طبقا لوصيته، ومن ضمن الإجراءات التى تمت لجثمان الراحل فريد الأطرش قبل وفاته هو تحنيط الجثمان.
ومن ضمن المصادر التى أكدت تحنيط جثمان فريد الأطرش قبل دفنه، هو مقال المؤرخ والكاتب سعيد الشحات، والذى ذكر فى مقاله "ذات يوم" أن فريد الأطرش توفى يوم 26 ديسمبر، بالتزامن مع العرض الأول لفيلمه الحادى والثلاثين "نغم فى حياتى"، وبناء على وصية فريد، تقرر دفن الجثمان فى مصر، إلا أن طائفة الدروز فى لبنان التى ينتمى إليها فريد الأطرش اعترضت، وحضر منهم 400 شخص بالمدافع الرشاشة، فأقنعهم شقيقه فؤاد بأنها وصية فريد نفسه، وتم تحنيط جسده فى المستشفى بلبنان طبقا لطقوس الدروز.
وأضاف الشحات فى مقاله نقلا عن جريدة الأهرام، أن الجثمان وصل لمصر وانتقل إلى أحد المستشفيات بالمعادى، وفى اليوم التالى تم نقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم، لكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا فى إلغاء الجنازة، وخرج الجثمان من باب البدروم فى عربة رأسا إلى مدافن البساتين، وسط هتافات هيستيرية: "الله أكبر.. الله أكبر.. مع السلامة يا فريد".
ولد فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافظة جبل العرب بسوريا لعائلة الأطرش العريقة بجبل العرب جنوب سوريا، ووالده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته اللبنانية الأميرة عالية، التى انتقلت مع أولادها إلى مصر هربًا من الاحتلال الفرنسى ورغبته فى الانتقام من عائلة المناضل فهد الأطرش.
التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية "الخرنفش"، والتحق بمعهد الموسيقى وقام ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.
سجل أول أغنياته "يا ريتني طير لأطير حواليك"، والتحق بالعمل في فرقة بديعة مصابني، حتى اقتحم عالم السينما مع أخته أسمهان في أول فيلم لهما "انتصار الشباب" عام 1940، وبعدها توالت عليه العروض وذاعت شهرته حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى من نجوم الزمن الجميل.
وفضلا عن العبقرية الفنية للموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش فإنه كان يتسم بأخلاق عالية وصفات أجمع على حبها كل من عرفه، فالفنان الذى ينتمي إلى آل الأطرش وهى إحدى عائلات الأمراء العريقة في جبل الدروز بجنوب سوريا، كانت بالفعل أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راق كريم وفى محبوب حتى فى أصعب الفترات التى مرت بحياته.
عرف فريد الأطرش بين زملائه بكرمه الواسع وكان بيته دائما مفتوحاً للجميع، حتى لمن لا يعرفهم، وتتساوى قواعد الضيافة فى بيته بين الفقير والوزير يضم مشوار فريد الأطرش حوالى 250 أغنية ونشيدا و31 فيلما.