العملات المشفرة واحد من أكثر المجالات الحيوية والمثيرة بعالم الاقتصاد فى السنوات الماضية فى ظل التضارب بشأن مصيره ما بين رهان البعض على اختفائه ويقين البعض الآخر بأنه بات جزء من الحاضر وأساس للمستقبل، ووسط هذا وذاك تدخل فئات فى دوامة من المعلومات المتضاربة على أمل حصد المكاسب.
فى ملف خاص بعنوان "متاهة العملات المشفرة" تبدأ بـ"لايك".. حاول "اليوم السابع" فك شفرة عالم بيتكون وأخواتها عبر 6 مراحل بداية من تجربة فعلية مع شبكة نصب، وفى المرحلة الثانية تعرفنا على وضع مصر على الصعيد القانونى والرسمى وطرق التعامل مع حالات النصب.
وفى المرحلة الثالثة، قمنا بتحليل بيانات حجم نمو سوق العملات المشفرة بالمقارنة مع تأثير عمليات النصب والسرقة واختراق المنصات للتعرف على مدى تأثيرها على مستقبل العملات المشفرة أو الرقمية، وفى المرحلة الرابعة استكشفنا وضع مصر على خريطة هذا العالم، وفى المرحلة الخامسة درسنا الموقف العربى والتركيز على نماذج بعينها باعتبارها صاحبة خطوات متقدمة إقليمية وعالميًا، وفى المرحلة السادسة والأخيرة استعرضنا رأى صاحب تجربة احترافية يعيش خارج حدود مصر والوطن العربى ليطلعنا كيف يرى الصورة من الخارج وما الحلول المقترحة؟
فى الملف نستعرض قصص لضحايا تم النصب عليهم تحت ستار الاستثمار فى العملات المشفرة مثل بيتكوين وغيرها.. ومنهم القصة التالية:
72 ساعة كانت كفيلة لخسارة محمود - اسم مستعار - 250 ألف جنيه، هى نصيبه من ميراث والده، لصالح شبكة نصب إلكترونية خدعته تحت مظلة الاستثمار عبر منصة تداول عملات مشفرة، بعد إغرائه بمكاسب طائلة وسريعة، ولم يدرك إلا بعد فوات الأوان أنه خسر كل شيء، لأن ما كان يُمنى النفس بدخوله "متاهة" يتخطى حدود عالمها من سرقوا أمواله حتى!
القصة تبدأ بتلقى محمود رسالة من رقم مجهول عبر تطبيق "واتس آب" تشرح إمكانية تحقيق مكاسب مادية عبر أعمال بسيطة كزيارة "لينكات" للترويج لفنادق أو مطاعم، ووضع إعجاب "لايك" على المنتجات، وعملًا بمبدأ "التجربة أن لم تُفيد لن تضر"، اتبع الخطوات والنتيجة مكافأة قدرها 400 جنيه فى غضون دقائق!
فى المرحلة التالية انتقل محمود من "واتس آب" إلى تطبيق "تيليجرام"، ليجد حسابًا يضع صورة فتاة تحدثه بالإنجليزية، وبعد شرح الخطوات تم إرسال لينك موقع يدخل عليه لمدة دقيقة واحدة عبارة عن منصة تداول عملات مشفرة "وهمية"، وطلب منه عدة أشياء أهمها تحويل 5 آلاف جنيه على "محفظة إلكترونية"، وسيحصل على عمولة قدرها 30%.
اتبع محمود خطوات فتاة "تيليجرام"، لتزيد أمواله من 5 آلاف إلى 8 آلاف فى غضون 10 دقائق فقط، ووقتها علم أنه وضع استثماراته على عملة "بى تى سي" أو بيتكوين، ورغم عدم معرفته المسبقة بعالم "العملات المشفرة" سوى القشور لكنه شعر بالرهان على الفرس الرابح، وزاد اطمئنانه عندما أخبرته فتاة تيليجرام أنها مسئولة تسويق عملة "بيتكوين"، وتحصل على عمولة من مكاسبه وبالتالى "المصلحة واحدة"!
لم يواصل الشاب رهانه إلا بعد إجرائه عملية بحث سريعة عن منصات تداول العملات المشفرة ليجد أنها تشبه شكلًا الموقع الذى يأتمنه على أمواله، بعدها بدأت الأحداث تأخذ وتيرة أسرع، وتحويل مبلغ 5 آلاف تلاه تحويل 7 آلاف، ليصير المبلغ 12 ألفًا، وتتحرك الأرقام على المنصة المزعومة لتصل أمواله بعد إضافة المكاسب إلى 20 ألف جنيه.
سيُضاف بعد ذلك محمود إلى مجموعة جديدة عبر "واتس آب" تضم 3 أشخاص لا يفعلون شيئًا سوى تحويل مبالغ مالية وبدأت تحويلاته تصل إلى 70 ألف جنيه، والمفاجأة أن باقى أعضاء المجموعة قادرون على سحب أموالهم على النقيض منه، وبحسب الخبيرة المزعومة فالسبب أخطاؤه فى تنفيذ الخطوات، ولتعديل المسار يجب المضاربة بمبالغ أكبر.
بدأ الشك يتسرب إلى نفس محمود إلا أنه قرر المتابعة آملًا فى استرداد أمواله، ولم يستفق إلا بعد وصول تحويلاته إلى 250 ألف جنيه، والصدمة أن "المنصة المزعومة" لم تعد تعمل، وبعد محاولات مع الخبيرة المزعومة أرسلت له رابطًا خاصًا بـ"منصة مزعومة جديدة"، ليدرك أنه وقع ضحية فى شبكة نصب!
محمود ليس الضحية الأولى ولا الأخيرة للنصب باسم العملات المشفرة منذ عام 2009 الذى شهد إنتاج أول عملة مشفرة "بيتكوين"، فهذا العالم بالنسبة للملايين حول العالم يشبه "المتاهة"، والدخول فيه بدون معرفة مخاطرة كبرى، لذا فى هذا التحقيق حاولنا "فك شفرة المتاهة" لتقديم المعرفة للجميع أو على الأقل توضيح الصورة للبعض حتى لا يتعرضون للنصب والخداع.
لقراءة الملف كاملًا اضغط هنا